النزعة الاقصائية وخطرها على الحراك الشعبي الجزائري

0

يبدو أن البعض من الشباب عن غير وعي ولا معرفة يسارعون في اتخاذ مواقف من كل من خالفهم الرأي والتوجه، وطبيعة الجمهورية الجديدة التي يطمح كل مواطن ان يكون طرفا في بناءها وساعيا لتجسيد ما يمكنه تجسيده، خدمة ووفاءً للمساعي التي يطمح لها كل جزائري مهما اختلفت اصوله وتوجهاته وتشبعاته الثقافية والحزبية

لنعمل جولة مع بعض في الهند البلد العظيم المتنوع الثاقفات واللغات والعادات والتقاليد، يتعايش فيه الملايين من البشر دون مشكلات ايديولوجية ولا لغوية ولا شرارة ولا نزعة ترفض الآخر و تقاتله وتحاول فرض وبسط نفوذها عليه، وليس الهند فحسب فلنلاحظ مثلا بريطانيا او فرنسا او حتى الولايات المتحدة الأمريكية ، يعيش فيها البشر من كل انحاء العالم باختلاف لغاتهم وعقائدهم واصولهم إلا أنهم يخضعون لسلطة القوانين المتفق عليها وضعيا، في اطار الاحترام وأن القانون فوق الجميع ، والقانون يسري على الرئيس مثلما يسري على الموظف العادي لا فرق بين هذا وذلك ، انهم فهمو العقيدة الصحيحة التي تربط افراد المجتمع وتسعى للبناء والتشييد دون اقصاء للآخر المختلف في اللغة او العرق أو الدين

حاولت السلطة التي كانت تحكم الجزائر والتي اسماها قائد اركان الجيش بالعصابة ، إثر الحراك الشعبي الجزائري تشويهه، والذي بدأ يوم 22 فبراير 2019 بشكل مدوّي لا حدود له ويتزايد باستمرار كل جمعة دون تناقض ، فتعلو الأهازيج و ترتفع الأصوات كلها مطالبة برحيل النظام الذي أكل اخضر و يابس الجزائريين وتم تسيير البلاد بطريقة عشوائية لصوصية مبنية على تجهيل الشباب و تجويعهم كما قال رئيس الحكومة السابق اويحي "جوّع كلبك يتبعك" فشبّه الجزائريين بالكلاب للاسف الشديد ، انتفض الشعب وقال بصراحة #ترحلوا_يعني_ترحلوا ، فرخم محاولات الثورة المضادة والتي يقودها سرا النظام المغزول رئيسه بوتفليقة تخويف و تشويه صورة الحراك إلا أن الشعب قال كلمته واعلن جمعة 5 افريل 2019 جمعة حماية الحراك الشعبي بالاضافة الى الأمر برحيل الباءات الأربعة وهم على التوالي: رئيس مجلس الامة عبد القادر بن صالح، ورئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز، ورئيس الحكومة التي قالوا عنها انها حكومة تصريف اعمال الا انها تقوم بأدوار سياسية محضة وهو نور الدين بدوي 

نجد بعض المتظاهرين يقصون من يخالفهم الرأي كالمحامي بوشاشي أو حتى مقران آين العربي هو الآخر محامي ، يا اخوتنا الأفاضل دولة القانون في العالم لا تقصي حتى المتطرفين وتفسح لهم المجال للتحدث و تقديم الخطاب و الشعب بطبيعة الحال يرفضهم لأن طبيعة المجتمعات المنطقية مسالمة، تسعى الى احلال الأمن والسلام في البلاد ، و المتطرف كذلك يجد المساحة للتحدث و اخراج ما بداخله حتى لا يصبح خطر حقيقي على البلاد ، لذا علينا ان نتريث و نقبل التعدد في بلادنا ونحكي ثورتنا السلمية الحضارية التي ابهرت العالم وغيّرت صورة الجزائري و التي شوّهوها طيلة عقود من الزمن حين اتهموا الجزائريين انهم همجيين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم | 
Ameur Said

لا يوجد تعليقات

أضف تعليق

إحصائيات المدونة

  • عدد المواضيع :

  • عدد التعليقات :

  • عدد المشاهدات :

أرشيف المدونة الإلكترونية

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

التسميات

فنون

تابعنا علي الفيس بوك

سينما

شائع هذا الأسبوع