موقع ابن فوغالة | استفتي قلبك وإن أفتاك سياسي

0

لنلقي بالنا وعقولنا الى تاريخ الفكر العربي وكيف تم اغتصاب مماليك بإسم الثقة العمياء الطخياء دون استفتاء القلب ، فهتكت اعراض باسم الثقة الزائدة واستبيحت الحرمات بإسم التعويل غير العاقل على نظرة شاملة متفق عليها دون وعي ولا استفهام عقلي، فالتعويل على مفكر ما أو حتى عالم ما في اسداء راي ما أو الافصاح عن نمط سلوكي معين دون اعادة استفتاء القلب وهنا نقصد بالقلب الضمير الانساني في اسمى تجلياته حيت تسمو الروح لتفصح عن معرفة خارج الأُطُر التي رُسمت لها اجتماعيات ودينيا بطريقة تقليدية لا تراعي متغيرات العصر وحركية العالم بما فيه من ظواهر حركية مرنة كالسياسة
هاهو الوعي الجمعي يستفيق وينبت من جديد بعد أن افشوا ثقافة اليأس ومارسوا كل طقوس تقنيط الشباب، وما ضيق المعيشة واشتداد وثاقها إلا نهاية بداية حتمية لإتساع ومتنفس بعد زمن الشدّة والحضوع لمتغيّرة الحركة الدائرية بين السياسة و الدين والاقتصاد والثقافة ونظام الحكم والأسس التي ينبغي ان ينبني عليها، بعدما كان الشاب الجزائري يفهم انهم صمّموا نظامهم على تضييق الوضع المالي و الاجتماعي حتى لا يشتغل لا بالسياسة ولا بالانتخابات ولا باي شيء سوى بلقمة العيش، صحيح أنهم قد افلحوا نسبيا في زرع الحرمان المفروض بقوة السلاح وسطوة المال الفاسد ، إلا أنهم لم يدرسوا حركة التاريخ ولا ماهية المجتمعات وكيف تثور ضد حكّامها فها هو المجتمع الجزائري بعد ان اختبر حربا قذرة في التسعينات، وفهم عناصر اللعبة وكشف الأطراف التي تغذّت على دماء الأحرار ، ها هو يلخّص تجارب الشعوب العربية في التغيير والثورة المنطقية التي عوّدتنا عليها الحادثة التاريخية
ان من خصوصيات الشعب الجزائري أنه صبور وطاقوي ، يسمح لك ان تمارس عليه كل ما تريد صبرا على جرمك وسياستك التي لايلقي لها بالا البتّة، إلا أنه حين لا تتوقف عن استفزازاتك له يصبح كل الشعب سياسي، ويقتلعك من جذورك كما نبتت أول مرة، ان التاريخ ألهمنا والمسيرات المليونية كسرت أغلال الخوف وأزالت الغشاوة على وطن في لحظة رسّمها التاريخ يوما وطنيا يكرّره الزمن كل سنة ، إن 22 فبراير 2019 غير ثقافة الجزائري المنهمك في تحصيل الدنانير الرمزية التي لا تسمن ولا تغني من جوع و التي لم تغيّر جيناته فها هي جمعة ال22 فبراير تثبت ان سخاوة وكرم الجزائري لن تتوقف وأن الكرم جينات تنتقل دون توقف انها من ثوابت مجتمع رسمه الرصاص والدم
الذين كانوا يقولون عليكم بطاعة الحاكم لم يُفهموننا عن اي حاكم يسخبون ؟ وماهي صفات هذا الحاكم أو ولي الأمر الذي يدّعون ؟ ها هم يعلنون والولاء لفخامة الشعب ويستعيدون وعيهم المزّيف منذ زمن إما خوفاً أو كراهية، سقط القناع و تعرّات الوجوه وبان الحق ولا يغيّر الله ما بقوم (الاقوام - الجماعات - الأمم) حتى يُغيّروا ما بأنفسهم، وبالفعل استجاب القدر بعد أن قرّر الشعب أن لا يصادر عقله اي حاكم ولا مفتي ولا حتى عالم ، إن نعمة العقل لا يمكن ان تقاس باي ثمن وهي معيار الأمرو جميعا لذلك استفتي قلبك وضميرك وإن أفتاك سياسي .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلك | Ameur Said

لا يوجد تعليقات

أضف تعليق

إحصائيات المدونة

  • عدد المواضيع :

  • عدد التعليقات :

  • عدد المشاهدات :

أرشيف المدونة الإلكترونية

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

التسميات

فنون

تابعنا علي الفيس بوك

سينما

شائع هذا الأسبوع