كبيانو مغلق قررت ان لا أشفى الا بقراءة رواية الاسود يليق بقلبي
شعرت وكأنني محاطة بعشرين شمعة معطّرة، بعشرين غيمة، بعشرين علامة " ترقّب " !
ظلّت روحي ملتصقة بقلبي، بينما عقل.. أفكاري يتابع بحرص، كيف أتلقّى حنايا هذه الترتيلة بكل ما فيها من مرارة خذلان، واستنطاق لدموع الخيبة، وتزاحم الصمت على سدّ الفراق .
لكنني وجدتني وببساطة ، أجلس مُـتَفهّمة لكل فصول الحب التي سَنّتها شمس الجزائر هذه ، وبحرفية ، ترتيلة .. ترتيلة :
♥ اللقاء والدهشة ..
♥ الغيرة واللهفة ..
♥ لوعة الفراق ،
♥ ثم .. روعة النسيان !
قالت : " كتَبْتُها في عتمة حواسي " ، وقد فَعَلت .. فأتقنت !
أرادَتْ في هذا المِحراب أن تتناول أرذل أجناس الحب، حب المرأة لرجل يحرص أكثر شيء أن يستعبدها، يذلها ويملكها، يدنسها باستسلامها لأفكاره الخاصة : عنها !
الحب المبني على الذكورة، قِلادة لامعة من النحاس، توهم بقيمة ذهبية ، لكنها تظل بحقيقتها .. بعيدة جدا عن الذهب !
على المرأة أن تخلعها .. وتستبدلها بقلادة من كبرياء، مرصعة بجوهرة حب النفس والثقة بها، ثم الرقص معها لأجلها .. على إيقاع الحياة بما يليق بالكرامة الحرّة ، لتعيد ترميم قلبها ، فترتفع إلى درجة النجاح التي تستحقها .
أعرف الآن ؛
وبعد أن أنهيت زيارتي لمحراب " الأسود يليق بكِ " ، أنني :
♠ أغفر لـ مستغانمي رتابة وعدم جدّية ، " نسيان com " .
♠ أسامحها لعبثية " عابر سرير " .
♠ أجدد احترامي وابتسامتي البيضاء لـ " فوضى الحواس " .
♠ وأعلن للمرة المليون ، وأنا المتيمة بـ " ذاكرة الجسد " ، أنني ما سامحت هذه الأنثى المدهشة مغامرتها بالتفريط بهذه الذاكرة لشاشات التلفزة !
ولكنني ، سأغفر لها تماما .. جريمتها تلك ، إن عاهدتنا أن تُدخِل " الأسود يليق بكِ " عالم الفن السابع ، فهي مؤهلة وجدا .. لهذا !
أنتظر بإيمان ، أنها مفتاح ثنائية .. وربما ثلاثية مستغانمية ، وأنها مشروع ناضج سيتسابق إلى إنفاذه صُنّاع السينما .
اعتدتُ طريقة " مستغانمي " في الكتابة، بل وصار يبررها لدي غايات متوقعة تخص الكاتبة .. ربما !
ببساطة وبتفكير خاص ، اعتقدت باستمرار بأن " جدّتي .. السمّان " كتبت كي لا تختنق بالحِبر !
بينما المُدلّلة الجزائرية أجدها تكتب عاشقة " للحبر " ، كصناعة ، وكل ما يترتب على هذا من هِبات مادية و/ أو معنوية ، وهذا لا يُجَرّمها ولا يُنقِص من كونها مبدعة .. مشعّة ، وجميلة مدهشة .
على الرغم من كل ما يوجّه لـ " أحلام " من انتقادات _ أوافق على معظمها _ تظل محترفة عبارات حكيمة واسعة وضخمة تصلح كل واحدة منها أن تكون بحد ذاتها : حالة !
كنتُ بانتظار هذه الرواية منذ سنوات، أتقلّب على جمرات الترقّب والاشتياق لأسلوبها الصادم ، ولكل ما فيه من انحياز معلن لكرامة المرأة بدفعها أن تنحاز دائما لنفسها .
كم أصابني الحزن وأنا هنا في المملكة العربية السعودية ، التي تمنع مكتباتها أن تتزين بكتب هذه الكاتبة الجزائرية ، أن خرجت لنور المعجبين .. وأنا هنا عاجزة أن أجلس إليها !
فكان أن استعنت بهِبَات المكتبات الإلكترونية، وبالفعل وُفّقت بنسخة مكّنتني من زيارة عاجلة تصبّرني حتى أكون في العاصمة الحبيبة " عمّان " ، كي أهدي لمكتبتي نسخة حيّة منها .. خاصة وأنني أترقب النسخة الجديدة والتي ستأتي مرفقة بـ سي دي موسيقي لأغاني من التراث الجزائري الأوراسيّ .
كان أن أمضيت والرواية وقتا مُعطّرا بالثقافة، المجتمع ، السياسة ، التاريخ، الفلسفة ، والحب .. كلها حسب مقياس مستغانمي الذاتي ، والذي يعجبني إلى حدّ معقول ، أردت أن ألتهم بعدسة قلبي بعض لوحاتها التي لطّختني تارة بالذبول ، وتارة أخرى بالإوْرَاق ، لأبرزها هنا في هذا المتصفح بشكل متسلسل ما أمكن ، ليسهل عليّ الرجوع إليها .. متى أخذ بيدي الحنين لابتهالات مستغانمي الصادقة ، والتي أثرت بي بشكل خاص ..
جهد .. أتمنى أن يعبر عن مدى إعجابي بالكتاب والكاتبة التي قال فيها الزعيم الجزائري ( أحمد بن بلة ) أنها : " شمس جزائرية أضاءت الأدب العربي " ، خاصة وأنني لمست هذه المرة خفة ظل عفوية أو متعمدة ، زيّنت بعض المشاهد القلبية .. وهي خِصلة لم ألحظها ، في كتاباتها السابقة .
تابعنا عبر الفيسبوك
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق