أسرار الثورة الجزائريي بمنظور جديد

هذا الاتهام المتكرر هذه الأيام لما بقي من قادة الولاية السادسة بتقصيرهم ،أو تهاونهم ، أو تعمد تجاهل ذكريات قادة الثورة فى المنطقة والأكثر تداولا هو الشهيد زيان عاشور، وهذا الاتهام أكده الاستاذ محمد الطاهر بعيجى فى كتابه الأخير واشاعه الكثير ممن وجدوا فى اتهام إخوانهم فى المقاهى وفى الماَدب واستسهلوا الموضوع،وأصبحت الإشاعة مؤكدة ومسلّمة، والحقيقة المغيبة تدحض ادعاءاتهم وأذكّر الاخوة الذين تجاهلوا الحقيقة،أو تعمدوا اكل لحوم إخوانهم بهتانا وزورا أن مجمل بقية قادة الولاية من سنة64 والى بداية الثمانين كانوا جميعا متهمين ومتابعين وتحملوا الإعتقال والتهميش والمراقبة المستمرة واهينوا فى كرامتهم وحوربوا فى قوت اولادهم ،الا من باع ضميره وقبض المقابل، وحين انفرج الوضع بمجيئ الرئيس الشاذلي أتيحت الفرصة للقيام بإحياء بعض الذكريات ومن ثمة شرعنا فى تحضير ذكريات الشهداء وكان الشيخ زيان من الأوائل سنة81 وليس كما يشاع بأن الاشارة كانت من العقيد اوعمران فذاك موضوع آخر ،وشرفنى الاخوة بالمساهمة فى تحضير الذكريات وازعم بأننا كنا من الاوائل بالنسبة للولايات التاريخية الاخرى، ويمكن لكل باحث التأكد من ذلك وكانت احياء ذكرى الشيخ زيان الأولى فى سنتها الأولى ،ونفس الشيء بالنسبة لذكرى الرائد عمر إدريس ومعركة بوكيل وذكرى الشهيد السعيد بن الشايب والحواس وعميروش وتوالت احياء الذكريات والملتقيات فى غرداية ،المنيعة بوسعادة الجلفة بسكرة الاغواط الوادى ورقلةدون ذكر الايام الدراسية والندوات فى المتحف الوطنى وحينما شرعنا فى تحضير الذكريات كنا تحت الرقابة المستمرة ووجهت لنا اتهامات لا مجال لذكرها الآن.
والملتقيات الوطنية التى عقدت فى قصر الأمم بإشراف الرئيس بن جديد كان للشيخ زيان ما يستحقه من العناية والتقدير وتعرضنا فى تقاريرنا بكل التفاصيل من خروجه من السجن إلى الإشراف على تكوين الأفواج الأولى إلى لقائه بالشهيد مصطفى بن بولعيد إلى استشهاده والى مؤامرة بلونيس ووجهنا النقد إلى قادة مؤتمر الصومام لعدم دعوته لحضور المؤتمر لعلاقته الوثيقة مع بن مهيدى واوعمران وزيغود وكل التقارير التى قدمت فى الندوات مطبوعة ومتداولة،ولكن الاخوة سامحهم الله وجدوا النقد والتجريح فى إخوان لهم تحملوا الأذى من أجلهم والتاريخ سيشهد بما يسفه دعواهم والله يسامحهم أن كانت نواياهم حسنة.