اغتيال العقل العربي واستبداد السلطة الحاكمة

ما شهدناه من تطبيل اعلامي أمس واليوم يوثّق بالفعل لمعبود من دون الله لذلك كل العارفين من انبياء وصالحين عرفوا ظاهرة الانسحاب من المجتمع لمدة 40 يوماً للتخفّف من تاثير الانماط الاجتماعية التي يتم زج افراد فيها بوعي او بدون وعي، فتستحيل الذات الى آداة أحيانا والى مسخ أحيانا أخرى ،ثم العودة من جديد للمجتمع لكن بروح جديدة مستفيقة وحذرة ومتفطّنة لكل المكائد التي تقودها الغرف المظلمة للقوى المتحكمة في انفاس ومشاعر المجتمعات خصوصا تلك العربية التي ترضخ طواعية واحيانا ترضخ رغم وعيها بالمكيدة التي رسموها وطبقوها عليها .

ما نشهده من تحولات اجتماعية اليوم يجعلنا اكثر حرصاً على السباحة خارج النمط، ليس بغرض التميز بقدر ما هي لغرض الاستفاقة والحذر والبحث والتقصي حتى لا نُخدع من جديد بعد أن خُدعنا خلال 1400 سنة تحت مسميات عديدة فمرة باسم الدين وطاعة ولي الأمر (ولي الشيطان) ومرة باسم القومية العربية ومرة باسم الايديولوجية العلانية ,واحيانا باسم الوطنية ونداء الوطن زورا وخداعا

متى تستفيق الذات وتتنكّر بكل متبنياتها تلك المتبنيات التي تغتال العقل وتلغي القدرة على التفكيك وتبسيط الأحداث ليسهل فهمها دون ظلم للآخر ودون الوقوع في خُطط العقول الجبارة التي ستتطيع بملكاتها سحق العقول الصغيرة الساذجة وحتى التي تبحث عن الحق احيانا ، انهم يتعمدون استخدام نظرية الخلط والتركيب بين الاشياء والتشويش ، يستخدمون نظرية الكثير بمعنى بدائل كثيرة والقدرة على اختيار من منها احق وادق واصدق فتلك هي الصعوبة التي لن تستطيع العقول البسيطة تفكيك اسرارها وبالتالي بلوغ الحق وسط عالم من الاعلام الزائف الذي يخدم المتنفذين لا الشعوب فزمن الدعاية اشغلنا بدل الاشتغال بالقضايا المصيرية للأمة وللوطن دون ربط مستقبلنا باشخاص معينين أو شخصيات محددة

يلعبون بمستقبل الوطن بنشر الذباب الروبوتي لتعكير الرؤيا واصابة العقل بورم خبيث فتتشتت الأنظار وتحتار الملكات العقلية فلا تفلح في تعرية خططهم ولا تنجح في معرفة ما الذي تريده فتخضع بما ان الارادة في البحث عن الحق عند العوام ضعيفة بضعف العقيدة الايمانية عندهم فيسهل الاستغباء ويصعب الفرار من هذه الحالة المرضية المعدية .