حوار الدبابة..ونفوق المنمقين.

0



ما شئت لا ما شاءت الأقدارُ..... فأحكم فأنت الواحد القهارُ.
قال الخليفة الأموي عبد المالك بن مروان(رجل دولة من الطراز الأول)،لقائد جيشه الحجاج بين يوسف الثقفي(العسكري الذي ثبت أركان البيت الاموي)،عندما تجاوز حده وهو في حضرته( إن في بعض الولاء نفاق،وإن من النفاق لوقاحة)
قناعتي: حوار سياسي ترعاه الدبابة،يلد ميتا لا محالة،وإكرام الميت دفنه.
القصة: كان رئيس الوزراء الباكستاني،ذو الفقار علي بوتو سياسي ضليع(البحر يغرق العوام)،فأراد أن يختار على رأس الجيش،قائدا للقوات المسلحة، شريطة أن تتوفر فيه،خصلتين:
الأولى:لا يكون له أي طموح سياسي.
والثانية: أن لا يشكل على حكمه أي تهديد.
وقد وقعت عينه على ضابط مغمور،ضياء الحق،كانت تستهويه لعبة الغولف إلى حد الثمالة،غارق في البساطة،فمنحه رتبة فريق في لمح البصر، وعينه على قيادة أركان الجيش،متجاوزا بذالك خمسة من القادة العسكريين،كانوا أعلى منه رتبة،وأكثر منه شأنا ومكانة(سنة 1976).
بعد سنة فقط تعرف باكستان حراك شعبيا(1977) سقط فيه 350 قتيلا، في احتجاجات عارمة وفوضى لم يستطيع رئيس الوزراء وقائد حزب الشعب علي بوتو،السيطرة عليها،بالمقابل رفض الضباط المحيطين بقائد أركان الجيش،عدم مواجهة الجماهير،ليجد الفريق ضياء الحق فرصة ذهبية،فتبنى تلك الجماهير،وقام بانقلاب أبيض على رئيس الوزراء المنتخب (هو من عينه على رأس القوات المسلحة) فأسقط حكومة علي بوتو،وفرض الأحكام العرفية، وأصبح رئيس لباكستان ببزته العسكرية، من 1977 إلى 1988،وقد زج ضياء الحق بعلي بوتو في السجن،ثم أعدمه في محاكمة جائرة وماكرة،حتى تروي نجلته بنضير بوتو التي نابت لاحقا عن والدها المغتال في قيادة حزب الشعب،ثم صارت رئيسة للوزراء لباكستان،أنه حرمه ضياء الحق قبل تنفيذ الإعدام من الصلاة ركعتين،وحرمت عائلته التي كانت معه في سجن (زوجته ونجلته)من لقاءه الأخير الذي تم عبر القضبان الحديدية لخمس دقائق فقط،ثم منعت من حضور جنازته وحتى دخول المقبرة،أو الوقوف عند قبره،ومنعت كذالك عائلته من إقامة سرادق العزاء في البيت العائلي،ومنع المعزين من تقديم التعازي للعائلة،بعد أن ضرب طوقا عسكريا على بيت ذو الفقار علي بوتو.
عود على بدء: التزلــــــف = التخلـــــف.
كل حوار إقصائي انتقائي مصدره الدبابة،لن يكتب له النجاح ولا الفلاح،وذالك لأسباب التالية.
أولا:كونه حوار نزل بالمظلة "البارشيشيت" على قلب الحراك عنوة وغلضة،فالحوار الحقيقي والجاد يكون مساره من الأسفل "الحراك" إلى الأعلى " السلطة الفعلية" عبر واجهتها السياسية" رئيس الدولة" رافع الكأس الإفريقية،حتى ينقل المطالب لتحقيق المكاسب،وإلا "كالتي نكثت غزلها من بعد قوة أنكاثا".
ثانيا: اختزال واختصار تمثيل الحراك على المنمقين والمتملقين،من خلال للجان الحوار"المزعوم"،على الشلة العاصمية لا الوطنية (الجزائر العميقة) من السواح المتجولين عبر بلاطوهات "دوني.. دوني" من وزن الريشة الفاقدين للمصداقية،هم أهون من بيت العنكبوت،ومآله الموت الاكلينيكي.
ثالثا: أي حوار يستفرغ الحراك من مطالبه المشروعة والمعقولة،وحشره في زاوية الانتخابات كخيار وحيد لا شريك له،سيكون مآله انتخابات غير شفافة،ستفرز رئيس،قد حسمت السلطة الفعلية اسمه ولونه مسبقا.
ملاحظة:على الحراك أن يحافظ على خاصيتين: التحيين،والتمحيص،كعنصرين للمقاومة السلمية،حتى يقف في وجه من أراد وأده،أو يقضي وطرا منه.
الفايدة والحاصول: المتهافتون والهاتفون والمتهاتفون،لحوار "البارشيشت"،من المؤلفة قلوبهم وجيوبهم،من ذوي الولاء لا الأكفأ، لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ.
خلاصة الخلاصة: تقول رئيسة الوزراء المغتالة (تفجير سيارتها) بنضير بوتو،نجلة رئيس الوزراء علي بوتو المغتال(إعدام العسكر).." يريد الجيش نظام يحمي سياساته وامتيازاته ".
نصيحة أخوية: الولاء للوطن لا للأشخاص.
من علامة إفلاس السياسيين والإعلاميين عندما يدعون المؤسسة العسكرية،النزول إلى رمال السياسة المتحركة،هم لايريدون خيرا بها أو لها.
خــتامــا: بعد خطاب غلق "الـديمينو" بـ: 0 / 0،تذكرت حينما دخل، العسكري المعز لدين الله الفاطمي،لمصر فاتحا،أستقبله الشاعر"الشيات" ابن هانئ الأندلسي بقصيدةً (كفر)كان مطلعها :
ما شئت لا ما شاءت الأقدارُ..... فإحكم فأنت الواحد القهارُ.

الاعلامي : فاروق معزوزي

لا يوجد تعليقات

أضف تعليق

إحصائيات المدونة

  • عدد المواضيع :

  • عدد التعليقات :

  • عدد المشاهدات :

أرشيف المدونة الإلكترونية

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

التسميات

فنون

تابعنا علي الفيس بوك

سينما

شائع هذا الأسبوع