يبدو أن الصراع بين جناح السعيد بوتفليقة وجناح الفريق أحمد قايد صالح لم يكن وليد اليوم بل كان منذ سنوات وها هو يطفو على السطح ومحرك هذا الصراع الانتفاضة الشعبية الجزائرية التي عرّت الوجوه وضغطت على كل الأطراف السياسية والعسكرية، فبعد ترشيح بوتفليقة غيابيا خرجت المليونيات لتقول لا وألف لا وبالفعل سقطت العهدة الخامسة ولفخامة الشعب كلمة لا تصد ولا ترد ، والسلطة القائمة كعادتها تراوغ وتناور فأعادت صياغة العهدة الخامسة بتمديد الرابعة وتفطّن لها الشعب فعالم المعلوماتية ومواقع التواصل تالاجتماعي فضحت كل السيناريوهات الجهنمية التي كانت تسعى إليها السلطة وبالفعل سقط التمديد والتأجيل
ضاع الأخضر الابراهيمي وكُنس لعمامرة الى مزبلة التاريخ بآهات الملايين، فقررت العصابة الحاكمة والتي تمتلك ختم الرئيس استئناف سياساتها بمحاولة جر الحراك الشعبي لندوة وفاق وطنية تشرف عليها سلطة السعيد بوتفليقة إلا أن الشعب قال صبرنا عليكم صبر أيوب ولا بد اليوم للقدر أن يستجيب بعد أن أوجد الشعب ظروف ومساعي ميدانية لإزالة الندوة الوطنية ، وتتوالى التناطحات بين السعيد بوتفليقة ومؤسسة الجيش ليُطلب من الرئيس السابق زروال الاشراف على حكومة مؤقّتة أو انتقالية سمّها كما شئت، كل شيء منسق من طرف السعيد بوتفليقة والقوى الخارجية التي يؤتمر بأمرها ، وما كان من زروال إلا أن قال للتوفيق مبعوث السعيد بوتفليقة عليكم ان تستمعوا إلى الشعب، ليصدر جنرال المخابرات السابق التوفيق بيانا يكذّب فيه لقاءه مع زروال و عناصر مخابرات فرنسيين ، ولكن بيان زروال فضح العصابة وقال زارني التوفيق في بيتي في موريتي وووو وطلبت منه أن يستمعوا إلى الشعب ، بيان الرئيس السابق اليامين زروال باللغة الفرنسية
وتستمر المعركة ويشتط وطيسها ، ثم تصل معلومات مخاباراتية أن السعيد بوتفليقة وجماعته يسعون للاطاحة به واحالته الى التقاعد لأن قانون الجيش يحيل القايد مباشرة للتقاعد لأن سنة 82 سنة ، وماكان من القايد إلا أن يرسل بقوات خاصة الخاصة تسمى الدي اس اي والتي طوقت العديد المراكز الحساسة و المراكز الحساسة جدا مثل مقر الاذاعة والتلفزيون ومقر تواجد السعيد بوتفليقة بزرالدة ومراقبة كل الاتصالات الداخلية والخارجية وبالتالي غلق كل المنافذ على السعيد بوتفليقة ، وبالفعل مساء أمس انتشر بيان رئاسي يؤكد اقالة الفريق احمد قايد صالح على الفيسبوك، وما كان من المؤسسة العسكرية إلا أن كذّبت الخبر وقالة انها وثيقة مزورة ، وحتى لا يتسرب الشك الى قايد صالح قرر قيادة اركان الجيش عقد اجتماع مهم للغاية تم من خلاله تقرير مصير بوتفليقة وعائلته ولكن البيان جا فيه وجوب تبيق المادة 102 عاجلا وكذلك تم تجريم السعيد بوتفليقة وجماعته ووصفهم بالعصابة ووو ، وما هي إلا ساعات عن صدور بيان الفريق احمد قايد صالح حتى جاء الخبر من خلال وكالة انباء الجزائر واعلان استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة واصدار مذكرة اعتقال السعيد بوتفليقة شقيق الرئيس ، واعلان استلام مهام الرئيس من طرف عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة والذي جا به بوتفليقة منذ 2002
وتستمر المهازل من جديد بدوي الذي يقال انه زور ما يفوق 5 ملايين استمارة ترشح للرئيس بوتفليقة في العهدة الخامسة ها هو اليوم وزيرا اولا في حكومة غير شرعية وغير دستورية، وها هو عبد القادر بن صالح والذي لا يملك جنسية جزائرية اصلية والذي لا يسمح له القانون ان يكون رئيسا مؤقتا للبلاد ، يحكم في مكان بوتفليقة، وأسئلة اخرى كبير وعريضة لا بد ان يستمر الحراك وبقوة حتى تتم الاجابة عنها ، المعركة الحقيقية للتغيير بدأت الآن
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق