#ساسة التجاذبات وشعب التحديات

0

السيد الطاهر ميسوم الرجل الشهم الذي حاول قدر الامكان قول الحقيقة وان لم ينصفوه في قولها، إلا أنه أثلج صدور الكثير من الجزائريين لمدة ليس بالقصيرة بمواقفه وخرجاته التي قد يعتبرها البعض غريبة، نظرا للحشد الهائل من المواقف التي تسبح في مياة السلطة العفنة، حاول لم شمل الراغبين في الترشح للرئاسيات المقبلة كل من السيد رشيد نكاز والسيد غاني مهدي، في لقاء وهران للاتفاق على مترشح واحد يمثلهم في مجابهة التحديات القادمة، وأقرّوا أنهم يمارسون السياسة لأجل الوطن ولأجل الشعب بدل ان يكونوا أرانب سباق في صف السلطة النافذة، وكما وعدهم السيد علي غديري بالالتحاق بالاجتماع إلا أن اللواء لم يحضر ولم يعتذر، وكما عهدنا من السيد ميسوم صادق في تصريحاته، قالها امام الصحافة "إلى مزبلة التاريخ يا غديري"، فلم يُبن غديري عن موقفه لا هو الى جانب السلطة ولا هو الى جانب الشعب، ويبدو أن هذا الأخير يراهن على الشعب الذي لم يسمع به من قبلُ البتّة، فكيف به أن ينتخب رجل عسكري وكما قد يعلم الكثير أن الشعب ملّ من حكم العسكر .
ذهنية العسكري حسب العلم الحديث تتميز بالقوة و الصرامة و الحدّة في التعامل خصوصا والرجل مارس المهام العسكرية لمدة لا تقل عن 20 سنة على أقل تقدير، الأمر الذي لن يسمح له بإقناع الشعب بأنه الرجل القادم للمرحلة، إلا إذا تقرّر وعلى مستوى عال أن يقحموه كورقة عبور لمخاض الخامسة الممحوقة سلفاً، والذي لا بُدّ من التنويه له أن بروز السيد غديري في صورة الرجل المُجّد الساعي الى جمهورية جديدة في رأس غاياتها القضاء على مشكلة الحرقة وانشاء مصانع و القضاء على البطالة واللعب على ورقة الشباب تحت تمويل رجل الأعمال ربراب .
لا ندري بعدُ إنْ كان الشباب الذي أكلته حيتان البحر وتَيتّم في وطن لم يعد يُشبهُهُ وعاش مهمشاً بين ثنايا الوعود الزائفة، سيقتنع بحكم تأسّس على قوانين البزّة العسكرية ! ولا أعتقد أن الشعب يريد مزيداً من التطاحن والتضارب والتنافز والايديولوجيات التي تسعى بطريقة أو بأخرى أن تجد تربة خصبة تتمخّض فيها، فالشباب الذي أبان عن اصرار وعزيمة كبيرين في تغيير الوضع سلمياً وبأسلوب أقلّ ما يُقال عنه متحضّر، منع السلطة من التصدي له بالعنف والقوة والصراحة الذي عهدناها على منظومة حكم مارست القوة والتخويف والابتزاز والاحتقار لحكم الشعب على مر عقود من الزمن، وكأنّ قَدرالشعب الجزائري المشؤوم أن يعيش يتيماً في جزائر يُقال عنها الوطن، قطعا على مقاس براغماتيتهم وفلسفتهم في النظر للحشود التي لا تُمثّل سوى أرقام واحصاءات لشعب تُخِمَ بالوقوع حدّ القيء وشرب خمر برامجهم التنموية التي أسكرت العقول فباتت مسخرة كونية تمارس طقوسها العجيبة بإحترافية لا تُضاهى .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم Ameur Said

لا يوجد تعليقات

أضف تعليق

إحصائيات المدونة

  • عدد المواضيع :

  • عدد التعليقات :

  • عدد المشاهدات :

أرشيف المدونة الإلكترونية

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

التسميات

فنون

تابعنا علي الفيس بوك

سينما

شائع هذا الأسبوع