عرفت المرحوم المجاهد أحمد مغازي منذ صاهرته سنة 1985 ، و منذ ذلك الحين الى غاية يوم وفاته عايشت رجلا من الجيل الذي يحمل من الصفات التي تكاد تنعدم في وقتنا الحالي ...
فهو من الشباب الذي كان يعيش في رغد العيش بباريس في بداية الخمسينيات و فضل استبدال هذه المعيشة بالانضمام للثورة و بجبال بوكحيل و مسعد و الحضنة .
كان يتقن عمله الثوري من حيث الصمود و التنظيم و التسيير لدرجة أن تم ترقيته من جندي .. لعريف أول .. لملازم في وقت قصير .
شارك في عدة معارك منها معركة جبال بوكحيل التي أحرق فيها جسمه بقنابل النابالم الحارقة و الممنوعة دوليا و بقية آثارالحروق بوجهه و يديه طيلة حياته .
بعد الثورة و بعد تحقق حلمه بالاستقلال عاش مثله مثل بقية أفراد الشعب البسيط و لم يستغل عمله الثوري و حروق جسمه في النهب و لا للوصول للمناصب العليا بل فضل الإبتعاد تماما عن السلطة و عن السياسة و عمل سائق سيارة أجرة بكل كرامته .
كان يتعفف عن التقرب من المسؤولين الكبار مع أنه كان بإمكانه ذلك و بكل سهولة و في آخر مرة عندما تمت دعوته لرئاسة الجمهورية لتشريفه بوسام الاستحقاق رفض الذهاب و جاءه الوسام للمنزل .
كان يحترم الجميع و ينكت مع الجميع .. و عندما يتعرف على شخص يبقى بذاكرته فهو بسيط في معيشته بسيط في معايشته لأبناء بلدته .
لم يكن يوما متكبرا و لا متعاليا و لم أعرف عنه هذه الصفة .
..... في الأخير ألوم كل أبناء بلدته سواء المسؤولين أو المجتمع المدني الذي لم يقم بأية مبادرة لرد الجميل لهذا الرجل العظيم .. سواءا بتكريم معنوي ( هو ليس في حاجة للتكريم المادي و يرفضه ) أو على الأقل زيارات له بمنزله و هو يعاني المرض ... حيث لم يزره لا إخوانه المجاهدين و لا مسؤولي البلدية و لم يجد بجانبه سوى عائلته الصغيرة
نم قرير العين عمي أحمد ... فقد أديت واجب الجهاد تجاه دينك ووطنك و شعبك و قاسيت آلام الحروق طيلة حياتك و ستجد كل ذلك عند خالقك في جنة عرضها السماوات و الأرض ... أما متاع الدنيا الذي يتهافت عليه البقية فلا يساوي شيئا أمام الوسام الذي تحمله في وجهك و يديك .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــشهادة أستاذ التاريخــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــشهادة أستاذ التاريخــــــــــــــ
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق