المجاهد محمد بن عاشور | حقائق عن الولاية السادسة في الثورة الجزائرية

0

وصلتني أسئلة كثيرة من عدة قراء حول عدم حضور الشيخ زيان مؤتمر الصومام و قضية التكوين الاول و الثاني للولاية السادسة و سياسة فصل الصحراء، و عن مؤامرة بلونيس ، لا ادّعي اني املك الحقيقة و لكني سأعرض بعض المعطيات و اشير الى بعض النصوص و المصادر و سأجمعها في رد واحد تعميما للفائدة
اود ان اذكّر بانه كان لي شرف المشاركة في اعداد ملف قدم لندوة تاريخ الثورة من 54 الى 56 ، و فيه كل التفاصيل عن عدم حضور الحواس و الشيح زيان و يقال ان البريد الذي كلف بتسليم الدعوة لهما لم يتمكن من الوصول و لا نعرف الى الان من اعاقه عن ذلك او ما هي الملابسات المحيطة بذلك، و النتائج المترتبة على هذا الغياب هو تعيين مؤتمر الصومام للعقيد علي ملاح كقائد للولاية ، و لكنه لم يكن يعرف المنطقة بينما كان للشيخ زيان 1200 مجاهد و أسلحة عصرية و سي الحواس بعدد محترم، ولكن القائد الذي عين لم يكتب له الوصول الى الولاية و غدر به احد مساعديه و انضم الى العدو، وبقيت منطقة الصحراء في الجزء الممتد من جنوب الاوراس،بسكرة،وادي ريغ، وادي سوف، غرداية، المنيعة، عين صالح، أولاد جلال الى حدود بوسعادة غربا، تابعة الى الولاية الأولى تحت اسم المنطقة الثالثة و الجلفة الى حدود افلو تابعة الى الشيخ زيان و نائبه عمر ادريس الذي تولى قيادتها بعد استشهاد زيان و الملاحظ ان العقيد عمران قدم تقريرا الى المؤتمر باسم منطقة الصحراء لم يعرف من سلمه له و هو تقرير لا يعبر في مضمونه على هذه المنطقة التي كان فيها التنظيم في كل ربوعها تنظيما شعبيا بجيش منظم قام بعدة معارك مع العدو.
و تضمن الملف الاتصال الأول للشيخ زيان لمقابلة بن بولعيد و الكلمة المأثورة التي قالها عند استقباله قال له :مرحبا بالقائد الذي نعتمد عليه في الصحراء ، و في اليوم الثاني وقع انفجار المذياع و استشهد البطل بن بولعيد و لم يتم تعيين الشيخ زيان قائدا للصحراء كما كان مأمولا، و في الندوة الثانية 56-58 شاركنا بملف فيه بعض نتائج الصومام و بالمناسبة فقد ارسل سي الحواس الضابط الشهيد نور الدين مناني الى العاصمة و اتصل بعضو لجنة التنسيق و التنفيذ محمد العربي بن مهيدي و سلمه المقررات و قال له : هذا ما امكن الاتفاق عليه و لكني غير راضي على بعضه و نسخت المقررات ووزعت على نطاق واسع و تم تبنيها كما هي، و في هذا الملف جزء مهم حول بلونيس و من اين أتى و من كان وراءه و لماذا وجه الى منطقتنا و حول اتصال الرائد عمر ادريس بالقائد عبد الحفيظ بوصوف و الخيانة التي وقعت بعده على نائبه الشهيد عبد الرحمن حاشي في غيابه و كيف اعدموه و استغلوا الختم و تم استدعاء كل إطارات الشيخ زيان و تم اعدامهم ثم استولى العربي القبايلي مع بلونيس على المنطقة لان الفرنسيين كانوا يخططون لفصل الصحراء بعد اكتشاف الثروات البترولية، و كان الفضل لعبقرية عمر ادريس و الاعانة التي قدمها بوصوف بامداده بكتائب من الولاية الخامسة من بينهم ضباط و مجاهدين كانوا ابطالا بحق و اغلبهم استشهدوا، و جاء بعد ذلك الدعم من الولاية الرابعة ، و تظافرت الجهود و تم تحجيم دورهم الذي لم ينته حتى بعد القضاء على بلونيس ، لقد ارتكبوا المجازر التي لم يتورع العدو الفرنسي على ارتكابها و تعد ضحاياهم بالآلاف ثم يأتي الآن من يدّعي بان شعباني اعدم الآلاف من المنطقة و الكل يعرف بان البقية من فلول بلونيس بعيدة كل البعد عن الأرقام المقدمة ، و ادعى المدعون انهم تلقوا الأمان بضمان العالم حاشي معمر و غدروا بهم ، وهذا كله غير صحيح فالعملية تمت بموافقة هيئة الروشينوار و إطارات من الرابعة و السادسة و المجاهد محمد الطاهر خليفة اعطى تفاصيل القضية في الصحف و في فيديو على اليوتوب و ذكر فيه وساطة خليفة بن عمار و إعطائه المعلومات حول توصل الكولونيل الفرنسي (من الاواس l’OAS) لانضمامهم و ذلك بالادلة و البيانات الدقيقة و هنا وقع اعدامهم نتيجة غدرهم بعد ان انضموا الى جيش التحرير و أعطيت لهم الرتب العسكرية : عبد الله السلمي بداري، الشيخ عيسى و غيرهم و لكن طبيعة الغدر لا تفارقهم فأخذوا بجريرتهم و تمت تصفيتهم على هذا الأساس و كل هؤلاء المدافعون عن الخونة و كل الذين انبروا للدفاع عن العروشية لم يشيروا الى أبناء عموميتهم التي تمت تصفيتهم و على رأسهم عبد الرحمن حاشي و العديد من الإطارات المجاهدة من جهة بلونيس و العربي القبايلي ( و الباحث ناصر لمجد له مجموعة من الأبحاث والوثائق والشهادات و الفيديوهات و المقابلات حول هذه المواضيع بصورة مفصلة و قد سبق ان حرّر مذكرات علي محساس و له إصدارات في الموضوع و هو قريب منكم في بوسعادة يمكنكم الاستفادة مما عنده او دعوته لاي ندوة او ملتقى و لا اظنه سيبخل بالحضور) ، و هناك من استعاروا شبح الرجولة و قبل ذلك تذللوا برداء الطلقاء و تعترسوا على اسد مريض في شدة مرضه محاولين اهانته و اذلاله و خانتهم ذاكرتهم متخلّين عن قدسية الثورة و شرف جيش التحريرو خاب ظنهم الضحل بحقيقة نواميس الطبيعة التي تقرر أن الأسد يبقى أسدا يزأر في عرينه و يموت شريفا و الضبع يبقى ضبعا يعرج و يشيخ و يموت جيفة في قاع وادي سحيق تعاف ان تأكله بعض الحيوانات التي ترى انها اشرف منه . 
و في أواخر سنة 1957 أُعيد تشكيل الولاية السادسة و أسندت قيادتها الى العقيد احمد بن عبد الرزاق (سي الحواس) و تشكلت من المنطقة الثالثة التي كانت ضمن مناطق الولاية الأولى و المنطقة الأولى من تشكيل الولاية السادسة الأول ، وخاضت الولاية معارك طاحنة نظرا لطبيعة جغرافيتها التي لا يمكن فيها الانسحاب، فالمعارك تمتد يوما كاملا او اكثر كمعركة بوكحيل التي دامت 48 ساعة و التي أعطت دعما كبيرا لملحمة الثورة و الشعب و معارك اخرى ضد خونة بلونيس.و فيما يتعلق بملف فصل الصحراء فهناك ملفا قدم الى الندوة الثانية لكتابة التاريخ، فيه كل المراسيم و القرارات الفرنسية المتعلقة بفصل الصحراء و الخريطة المقترحة و أسماء الهيئة التي كونتها، وقد عقد ملتقى في ورقلة ناقش فيه الأساتذة كل ما تعلق بهذا الموضوع و صدر كتاب ،عن المركز الوطني للدراسات التاريخية، فيه كل النصوص التي تمت صياغتها في الندوة الثانية لكتابة التاريخ عن المنظمة الوطنية للمجاهدين،
و قبل الختام يجدر التذكير بمظاهرات 27 فبراير 62 بورقلة التي اسقطت و بصورة نهائية حلم فصل الصحراء و عاد مبعوث الاليزي من المطار دون ان يتمكن من الاجتماع الذي كان منعقدا في الولاية لتسليم توقيعات الاعيان الذين يطالبون بفصل الصحراء كما زعموا و عاد ادراجه خائبا. 


- منقول حرفياً عن المجاهد .

لا يوجد تعليقات

أضف تعليق

إحصائيات المدونة

  • عدد المواضيع :

  • عدد التعليقات :

  • عدد المشاهدات :

أرشيف المدونة الإلكترونية

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

التسميات

فنون

تابعنا علي الفيس بوك

سينما

شائع هذا الأسبوع