سبب تقدم المسلمين الأوائل و تخلف مسلمي العصر الحديث ؟

0

من سنن الله تعالى في خلقه أنه خلق قوانين لبزوغ نجم الحضارات و تقدمها و هذا يختلف من قوم لقوم و حسب البيئة الاجتماعية و المناخ وووو. اقصد خصوصية كل قوم ومن رحمته بنا نحن البشر أن جعل الاسلام عامل "إشعال : مصطلح اقتصادي يعرفه من هم في الميدان " يعني تقدم الحضارة عند العرب و عند غير العرب عامل الدين هو مبدأ ثابت اينما وُفرت وهيئت له الظروف ينبع و ينسف الأمة و يبعث فيها حضارة لا مثيل لها وهنا تظهر الفكرة و العبقرية الدينية بشكل واضح وهذا ما يُعرف بأن الاسلام صالح لكل زمان و مكان . وعلمائنا الأفاضل و أئمة مساجدنا الأجلاء حفضهم الله و بين لهم مكامن جهلهم و ضعف خطابهم و معرفتهم الحقيقية للدين ذلك أن الاسلام خطابه ليس ديني بالمعنى المنزوي فقط بل هو ديني و تمديني فغاية الدين هو الانسان و حياة الانسان وفق المنظور الرباني المتكامل من جميع النواحي النفسية و الروحية و الحياتية بكل ما حوته من ظروف ازدهار و يظهر جليا في أمة الاسلام في ظرف 200 سنة فقط بعثت أمة كانت تعيش في قعر الصحراء متأخرة يعيش فيها الانسان يأكل و يشرب و بعض الأامور البسيطة حتى أنه كان لا يولي اهتماما لعنصر الزمان و تأثيره في حياة الناس . يعني بالمعنى الحضاري حياة الانسان الجاهلي لم يكن لها غايات بعيدة و تقدمية . وفي ظرف هذه 200 سنة فقط . كتبت الأمة الاسلامية أكثر بكثير مالم تكتبه كل الأمم التي سبقتها على مر التاريخ وبكل الألسنة (حسب المستشرق من أصل لبناني السيد : فيليب حتي ) هذا هو عامل الاشعال وفق الدين . الانسان الجاهلي كان يعيش ككائن بُهيمي يعيش وفق الغرائز و ينصاع لميولاته . كل حياته مهما ظهر لك أن العصر كان فيه من الشعر ووو . لكن الحقيقة العلمية لم تكن هنالك حضارة بالمعنى الحقيقي . صحيح أن الغريزة كامنة وموجودة فينا بل وهي اصلية لا يمكن التخلي عنها . لكن تُأَدب بالدين و تدرب على الانصياع وفق سُبل قانونية مشرعنه من فوق سبعة سماوات حتى لا يكون للانسان عذر. وهنا يظهر بشكل واضع كيف للعقل و الروح أن يوضفا عمليا في خدمة الأمة و تطور العصر.والفكرة الدينية تزرع ثقافة العلم بل وتجعل منه عبادة وواجب يجب أن نقوم به ونجتهد أكثر حتى نتقرب الى الله زلفى . هنا إتضح كيف يتم ضبط الغرائز والتخلي عن نوازع وجاذبيات الطبيعة الارضية و الدنيوية بفعيل دور الروح و العقل اللذان هما من عالم الخلود يعني حبيت نوضح أن الفكرة الدينية التي تخدم على فكرة (العقل و الروح) تنظم الرغبات (طبيعة مادية دنيوية) وهنا تقل الجاذبية الارضية المادية لأنه هنالك صراع حقيقي بين طبيعتين مختلفتين تماما النفس طبيعة خالدة و الرغبة طبيعتها دنيوية . والفكرة الدينية إنْ سيطرت ستحد من خطورة الرغبة و العكس يحدث تدريجيا حين يتخلى الشخص عن الفكرة الدينية (الاسلام).
# تحريرعامرالسعيد

لا يوجد تعليقات

أضف تعليق

إحصائيات المدونة

  • عدد المواضيع :

  • عدد التعليقات :

  • عدد المشاهدات :

أرشيف المدونة الإلكترونية

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

التسميات

فنون

تابعنا علي الفيس بوك

سينما

شائع هذا الأسبوع