مقال أحلام مستغانمي بمناسبة اليوم الوطني لدولة لبنان 22/11/2017

0

بمناسبة العيد الوطني للبنان ، أنشر لكم أحبتي ترجمة للمقال الذي صدر لي في مجلة " نيوزويك" الأمريكية لأحلام مستغانمي بمناسبقة اليوم الوطني لدولة لبنان الشقيقة تقول :
- بيروت... مدينة الشغف و الكتب
وُلد قلمي في بيروت ، في الواقع زوّرت شهادة ميلاده ، امتناناً لمدينة منحتني اللجوء العاطفي ، في تسعينات القرن الماضي ، في زمن كان 70 كاتباً وصحافياً جزائرياً يموتون على يد الإرهابيين بتهمة الكتابة .
ثمّة مدناً نسكنها و أخرى تسكننا . مدن نكتبها و أخرى تكتبنا .
لذا ما من كاتب عربيّ إلّا و كتبته بيروت ، حتى من قبل أن يزورها ، لا يحتاج أن يُقيم فيها هي التي تُقيم فيه ، مع صوت فيروز و نصوص جبران وأشجار الأرز ورقصة الدبكة . وذلك الجمال الذي تصدّره بيروت إلى كلّ العالم العربي .. ومعه شهواتها الجامحة للحياة .
ثمّة في حياة كلّ كاتبٍ عربي ، ما قبل و ما بعد بيروت . فلا أحد غادرها إلّا و به مسُّ من جنونها . لأنّ قرابة الحبر أقوى من قرابة الدم ، ما من كاتبٍ عربي إلّا و خان وطنه مع بيروت . هي وطن الكتابة بامتياز لكونها على مفترق الأضداد .
لكلٍّ بيروته …. هي مدينة المعاصي ومدينة العصيان حين تشاء ، ومدينة المقاوم ومدينة المقاول ، ومدينة البهجة ومدينة التقوى . تتجاور فيها الكنائس والمساجد والمراقص .
عندما وقبل 17 سنة انتقلت إلى العيش في بيروت ، كانت صدمتي الأولى وأنا أفتح التلفزيون ، أن شاهدت بثاً مباشراً لآلاف الناس المُبتهجين ، وهم يرقصون في قلب بيروت حتى الفجر على إيقاع فرق موسيقيّة مختلفة ، وما كدت أغيّرُ القناة ، حتى وجدتُني أمام بثٍّ مباشر آخر لحشود مرتديّةً السواد ، تنتحب لاطمةً صدرها .
كانت بيروت هي نفسها ، يحتفل نصفها بعيد الموسيقى ، ويبكي النصف الآخر مقتل الإمام الحسين ، الذكرى الأكثر فاجعة لدى الشيعة . من يومها وأنا أشهد الأضداد تتعايش على هذا النحو في بيروت .        أحلام مستغانمي . 

لا يوجد تعليقات

أضف تعليق

إحصائيات المدونة

  • عدد المواضيع :

  • عدد التعليقات :

  • عدد المشاهدات :

أرشيف المدونة الإلكترونية

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

التسميات

فنون

تابعنا علي الفيس بوك

سينما

شائع هذا الأسبوع