مشاريع قطرية تـُرعب "أعداء" الاستثمارات العربية بالجزائر

0
يحل رئيس الوزراء القطري عبد الله بن ناصر آل ثاني، بالجزائر هذا الأسبوع، ومن المنتظر أن يقوم رفقة الوزير الأول عبد المالك سلال بوضع الحجر الأول لمركب الحديد والصلب بلارة بالميلية في جيجل، ليخرج بذلك هذا المشروع من النفق بعد 33 سنة قضاها حبيس أدراج الإدارة، وهو المشروع الذي يعتبر بمثابة "رصاصة رحمة" في صدر "اللوبي الفرنكفولي" الحريص على استثمارات فرنسا بالجزائر الذي لطالما وضع العراقيل والحواجز أمام أي استثمارات عربية.
وبرأي ملاحظين ومتابعين للملف، فإن وصول مشروع الشراكة الجزائري القطري إلىمرحلته النهائية، يعد تأكيدا أن محور "الجزائر-أنقرة-الدوحة" صار حقيقة ملموسة، ليسفقط على المستوى السياسي والدبلوماسي والمواقف من عديد القضايا الدولية، لكنه تخطىذلك إلى الشراكة الاقتصادية وفق مبدأ "رابح-رابح".
ويأتي تجسيد المشروع الاستثماري الضخم لبلارة بجيجل، في ظل توافق جزائري قطريعلى طول الخط في قضايا سياسية ودبلوماسية، على غرار الدعم القطري للمبادرةالجزائرية بشأن ليبيا، خاصة ما تعلق بعدم إقصاء الأطراف المحسوبة على الإخوان منالحوار والالتزام بعدم قبول مشاركة الحركات التي صنفتها الأمم المتحدة على أنها منظماتإرهابية، تماما عكس ما تريده القاهرة، ونفس الشأن بالنسبة لقضية حوار الأطراف المالية،التي لقيت دعما قطريا صريحا. 
وبالنظر إلى مسار المشروع، فقد تطلب الأمر نحو ثلاث سنوات حتى يصل إلى مرحلتهالنهائية، وهي فترة كانت كافية لتسليم المشروع وجعله حقيقة عملية على أرض الواقع،حيث ومنذ تحويل الحكومة لأنظارها بشأن إقامة مشروع رونو للسيارات بالمنطقة وقرارإقامته بواد تليلات بوهران، ظل المشروع محل أخذ ورد ومفاوضات ولقاءات طويلة بينالطرفين، وهو ما يؤكد أن المشروع قد تعرض لـ"حواجز مزيفة" لأطراف يزعجها الاستثمارالقطري والعربي عموما في الجزائر، خصصوا أن الرغبة القطرية كانت تتجه نحو إقامة عدةمشاريع استثمارية ضخمة بقيمة 6  .5 مليار دولار، بكل من سوق أهراس من خلالمشروع للبيتروكيماء والأسمدة، ومناجم الذهب بتمنراست، ومركب للإمداد بولايةبومرداس.
وفي تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية قال وزير الصناعة وترقية الاستثمار حينها عمارة بنيونس، أن المشروع لم تعترضه أي عراقيل واصفا المدة التي استغرقتها المفاوضاتلتجسيده بـ"العادية"، بعد أن مرت السنوات والشهور ولم يتجسد المشروع بعد على أرضالواقع.
وبالعودة إلى تاريخ الاستثمارات العربية في الجزائر، فلطالما عرفت تعثرات وألغيتمشاريعها في أكثر من مناسبة، وكان اللوبي "الفرنكفولي" المتهم في كل مرة، والمثالينطبق على مشروع بلارة بحد ذاته، حيث تم إلغاء مشروع سابق لإقامة مركب للحديدوالصلب تم برمجته عام 82 بتمويل كويتي عربي، لكنه ظل يراوح مكانه ألغي لاحقا، ثمألغي مصنع مماثل بذات المنطقة لشركة مصرية للحديد والصلب عام 2003.

بلارة في سطور
من المنتظر أن تبلغ الطاقة الإنتاجية للمركب في مرحلته الأولى 2 مليون طن، على أن تصل4 مليون طن في مرحلة ثانية، مع قدرة تشغيلية ستصل إلى 3 آلاف منصب عمل قارومباشر.
ويتواجد موقع بلارة بإقليم بلدية الميلية 50 كيلومترا جنوب شرقي عاصمة الولاية بجيجل،حيث كان مهبطا لطائرات الاستعمار الفرنسي إبان الثورة التحريرية، ويتربع على مساحةإجمالية قدرها 523 هكتار، ويرتبط بميناء جن جن عبر الطريق السريع، وخط السكةالحديدية كذلك، يتواجد على بعد 10 كيلومتر من سد بوسيابة بالميلية دائما و20 كيلومتراعن أكبر سد بالجزائر وهو سد يني هارون بميلة، ويتوفر الموقع على مشروع قيد الإنجازلمحطة كهربائية بطاقة 1600 ميغاواط.

نقلا عن جريدة الشروق الجزائرية 

لا يوجد تعليقات

أضف تعليق

إحصائيات المدونة

  • عدد المواضيع :

  • عدد التعليقات :

  • عدد المشاهدات :

أرشيف المدونة الإلكترونية

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

التسميات

فنون

تابعنا علي الفيس بوك

سينما

شائع هذا الأسبوع