حقيقة نظام التعليم في ألمانيا

0

التعليم في ألمانيا هو شأن داخلي يتبع في كل ولاية لحكومتها المسؤولة عن توزيع المراحل التعليمية و تصنيفها و تسميتها. ينتج عن هذه الاستقلالية في إعداد مراحل التعليم بعض الاختلافات في تسميات المراحل التعليمية و مددها.
أما تحديد المستوى المعرفي المطلوب في كل مرحلة و كذلك الخطوط العريضة للمناهج التعليمية فهو من مهام الحكومة المركزية،و التي تقوم بإدارة التنسيق العام بين مختلف النظم التعليمية في البلاد لتوفير المستوى المطلوب من التوافق المعرفي و التلائم المرحلي بين أنظمة التعليم في مختلف الولايات، بما يكفل الاعتراف في كل الولايات بجميع الشهادات التعليمية الصادرة عن إحدى المؤسسات التعليمية الألمانية بشكل عام.

الهيكلية التعليمية
يتكون النظام التعليمي  في ألمانيا عموماً من أربع بشكل استثنائي  خمس مراحل تعليمية متراكبة، و هي على التوالي:
المرحلة الأساسية، المرحلة الثانوية الأولى، المرحلة الثانوية الثانية, التعليم العالي.
تعتبر المراحل الثلاث الأولى مراحل مدرسية تتبع لوزارة التربية, أما المرحلة الرابعة فله وزارة خالصة به.
يشار إلى أن النظام التعليمي لا يضع اعتباراً لما يسبق هذه المراحل الأربع من سنوات رياض الأطفال و مراحل تحضيرية خاصة، و أن إمكانية متابعة التعليم يضمنها نظام التعليم حتى بعد إتمام المراحل الأربع السابقة، و ذلك إذا توافرت ظروف المتابعة الحرة الشخصية للمتعلم. بهذا فإن النظام التعليمي في إلمانيا لا يقف عند سنٍ أو مرحلة معينة، بل يتيح الفرصة بشكل مستمر لمتابعة التقدم العلمي و الاعتراف الأكاديمي.
الصورة التالية تقوم بتوضيح الهيكلية المرحلية للنظام التعليمي في ألمانيا




لمرحلة الأساسية:
و هي مرحلة إلزامية و تبدأ من سن السادسة و تستغرق في حال الانتقال الطبيعي أربع سنوات. في بعض الولايات قد تستغرق هذه المرحلة سنوات أكثر(خمس أو ست سنوات), و في هذه الحالة تحسب السنوات الزائدة من المرحلة التعليمية التالية.
المراحل الثانوية الأولى و الثانية:
نميز في المرحلة الثانوية الأولى بين أربع أنماط مدرسية مختلفة:
1. المدرسة الأساسية (Hauptschule):
و تعتبر مدرسة إلزامية لجميع الطلاب الذين أتموا مرحلة التعليم الأساسي و لم يلتحقوا بأي ٍ من الأنماط المدرسية الأخرى، لذا فهي تنصرف عن المواد العلمية إلى الأساسيات المهنية مراعاة لإمكانيات طلابها.
هذا النمط من المدارس موجود اليوم في ست ولايات ألمانية فقط، و تستمر دراسته من الصف الخامس إلى التاسع و في بعض الولايات إلى العاشر(كولاية برلين و ولاية نورد راين فيستفهالن). بعد إتمام العام الأخير من هذا النمط الدراسي يحصل الطالب على شهادة التعليم المهني الأساسي، و التي تمكنه في المرحلة الثانوية الثانية من المتابعة في ما يعرف بـ  Ausbildung   ، عبارة عن تدريب مهني عملي يستمر ثلاث سنوات يخرج الطالب بعدها إلى الحياة العملية كعامل مهني في الحقل الذي أتم دراسته.
في المدرسة الأساسية يتم التركيز في المنهاج الدراسي على الجانب العملي و التدريبي بشكل أساسي، و للطالب أن يختار وفق رغبته الشخصية الحقل المهني في دراسته، و هو بالضرورة ذات الحقل الذي سيزاول فيه عمله بعد إتمام الدراسة.
تجدر الإشارة إلى أن هذا النمط من المدارس ليس له مقابل لدى المنطقة العربية لافتقارها إلى الربط بين المعمل و المدرسة.
2. المدرسة العملية (Realschule):
تعمل المدرسة العملية على تأمين الربط بين التعلم النظري و التطبيق العملي و ذلك دون إخلال بالمستوى العلمي.
يتلقى الطالب في هذه المدرسة أساسيات العلوم في شتى المجالات، و في الصف السابع يتوجب على الطالب أن يختار الاتجاه الذي يريد تلقي العلم فيه و بالتالي الحصص الدراسية التي ينبغي أن يتلقاها، و من هذه الخيارات  الاقتصاد، العلوم الاجتماعية، العلوم الطبيعية و الهندسية، و كذلك من الخيارات تعلم لغة أجنبية. و في الحقيقة فإن تحديد إطار المجالات المتاحة أمام الطلاب هو من مهام الولاية و أحياناً يكون متعلقاً باالمدرسة ذاتها.
تبدأ المدرسة العملية مع الصف الخامس و في بعض الحالات مع الصف السابع و تستمر حتى الصف العاشر، حيث يحصل الطالب بعد إتمام الدراسة فيها على شهادة التعليم المتوسط، و التي تمكنه من الالتحاق إما بأحد المعاهد متوسطة أو بإحدى المؤسسات التعليمية الحكومية _و التي تؤهله للعمل لدى المنشآت الحكومية العامة حيث تتكفل الحكومة بتوظيفه_, و يستمر التأهيل لدى المعهد المتوسط أو المؤسسة الحكومية  لفترة تصل لعامين أو عامين و نصف, و هي ما تمثل المرحلة الثانوية الثانية للتعليم.
كما أن شهادة التعليم المتوسط التي تمنحها المدرسة الصناعية لطلابها تتيح لهم ضمن شروط محددة الانتقال لمرحلة التعليم العالي و متابعة الدراسة في الجامعات الهندسية(Universitäten) أو الجامعات التقنية(Fachhochschulen).
3. المدرسة العلمية (Gymnasium):
يمتاز هذا النمط عن سواه أن المدرسة  معنية بتغطية المبادئ الأساسية للعلوم المختلفة بشكل أعمق مما هو عليه الحال في ما سواها من مدارس النمطين السابقي الذكر، و تعتبر المدرسة في هذه الحال بوابة الطالب للتعليم العالي. و تمتلك المدرسة الحق في توجيه الطالب إلى أحد الخيارين السابقين في حال بدا للمدرسة محدودية الإمكانيات الدراسية للطالب. يجمع هذا النمط بين كلا المرحلتين  الثانويتين الأولى و الثانية من دون أية مرحلة انتقالية بينهما.
يختلف توزيع السنوات الدراسية المستحقة في هذا النمط من المدارس بحسب التصنيف المتبع، فبعض الولايات تتبع تصنيفاً يقسم هذه المرحلة المدرسية إلى ثلاثة أقسام متتابعة:
·         قسم أولي: يستغرق ثلاث سنوات
·         قسم متوسط: يستغرق ثلاث سنوات
·         و قسم عالي: يستغرق سنتين إلى ثلاثة سنوات،
و بعضٌ آخر يقسمها إلى مستويين:
·         مستوى أول: من الصف الخامس إلى العاشر
·         و مستوى ثاني: حتى الثاني عشر أو الثالث عشر
و البعض الآخر يتبع تصنيفات آخرى, و على العموم فإن المشترك الذي يجمع بين جميع التصنيفات هوأن الفترة الكلية المقررة لهذا النمط المدرسي هي تسع سنوات، أي أن المدرسة تستمر في استقبال الطالب حتى الصف الثالث عشر. غير أنه منذ عام 2004 أصبح مطروحاً أمام الطالب خيارٌ جديد يمكـّنه من إنهاء هذه المرحلة المدرسية في ثمان سنوات أي في الصف الثاني عشر و بالتالي توفير سنة دراسية.
و من المشترك ايضاً أن العام الأخير في هذا النمط المدرسي يسمى "Abitur" و هو ما يقابل الثالث الثانوي في البلدان العربية, غير أن الامتحان الأخير في نهاية هذا العام ليس مركزياً. لدى اجتياز الامتحان بنجاح يكون الطالب قد أنهى المرحلة الثالثة من نظام التعليم في ألمانيا، حيث يحصل الطالب على الشهادة الثانوية العامة و التي تخوله من متابعة التعليم في أي من الخيارات الخاصة بالمرحلة الرابعة من نظام التعليم، مرحلة التعليم العالي.
تجدر الإشارة إلى أن الطالب يتلقى في المدرسة العلمية من المواد ما يؤهله لمتابعة الدراسة الأكاديمية في الاتجاه الذي يرغب. و يقابل هذه المدرسة في الأنظمة المدرسية العربية المدرسة العامة بفرعيها العلمي و الأدبي و كذا أيضاً مدرسة الفنون و الموسيقا.
4.  المدرسة الشاملة (Gesamtschule):
و هي محاولة جديدة في اتجاه تقليص الفوارق بين المدارس و الجمع بين الأنماط السابقة لاتاحة مجال أوسع للطالب لكي يختبر إمكانياته و ميوله و يحدد المجال الذي يجد نفسه فعالاً فيه. و هذا النمط الدراسي لم يصل بعد لحالة النضوج التطبيقي.
ما يميز هذا النمط المدرسي هو أنه يتيح للطالب أفق أوسع من الخيارات المستقبلية للمتابعة سواءً في المعاهد الفنية و المتوسطة أو في الجامعات.
و نشير هنا أن هذا النمط من المدارس ليس له مقابل مباشر في مختلف الأنظمة المدرسية العربية.

التعليم العالي
تبدأ هذه المرحلة بعد الحصول على" Hochschulzugangsberechtigung"، وهي شهادة تثبت توافر الكفاءة العلمية المطلوبة لدخول مرحلة التعليم العالي، أي ما يقابل الشهادة الثانوية العامة.
التعليم العالي في ألمانيا يقوم بشكل أساسي على قرابة الأربعمائة مؤسسة تعليمية_معاهد و كليات_ هي بأغلبيتها مؤسسات حكومية، بينما تتبع البقية في ملكيتها للكنيسة أو للقطاع الخاص.
في عام 2007 بلغ عدد مؤسسات التعليم العالي 391 مؤسسة و  جميعها يسمح للطالب الأجنبي _ من يحمل شهادات أكاديمية صادرة عن هيئات غير ألمانية بغض النظر عن جنسيته_ الالتحاق ضمن شروط أكاديمية تتبع لكل مؤسسة على حده، و يمكن تصنيف هذه المؤسسات التعليمية حسب الغاية و الطريقة التأهيلية:
الجامعات و كليات اللاهوت و كليات التربية وطرائق التدريس (Universitäten, Theologische und Pädagogische Hochschulen): و هذه شغلت 124 مؤسسة من مجمل المؤسسات، و قد ضمت حوالي 69% من إجمالي عدد طلاب مرحلة التعليم العالي في ألمانيا، و الذي بلغ قرابة الـ 2 مليون.
مؤسسات التعليم العالي التقني أو "الجامعات التقنية" (Fachhochschule): شغلت 215 من مجمل المؤسسات و ضمت حوالي 29% من إجمالي عدد الطلاب. يتم التركيز هنا على المخابر و التطبيقات العملية، و كانت تعتبر إلى فترة قريبة ذات مستوى أكاديمي أدنى من ما هو عليه الجامعات، مما انعكس على الراتب الوظيفي و القيمة الاجتماعية. من إيجابيات هذا الخيار الأكاديمي أنه يتيح لخريجيه فرص عمل أوسع إذا ما تمت المقارنة مع فرص عمل خريجي الجامعات. تعمل الحكومة الألمانية اليوم على إلغاء الفوارق المذكورة مع الإبقاء على الاختلاف في منهجية التعليم.
جامعات الفنون (Kunsthochschulen) : شغلت 52% من مجمل المؤسسات و ضمت حوالي 2% من إجمالي عدد الطلاب.
إضافة للمؤسسات المذكوره يتواجد في ألمانيا أصناف أخرى من مؤسسات التأهيل الأكاديمي التابعة للتعليم العالي و لكنها لا تعتبر مؤسسات تعليمية بمثابة الجامعات، كما أنها مخصصة للطلبة الألمان. نذكر منها هنا:
Berufsakademien: و فيها يمضي الطالب نصف الفترة الزمنية المقررة للحصول على شهادة التخرج في الشركات و القطاع الصناعي.
Fachschulen: يمكن توجيه المسار الدراسي نحو المزيد من التخصص في المجال الهندسي أو المجال الإداري.
نشير هنا إلى أن مؤسسة قلم  للدراسة والتخصص  في ألمانيا حرصت في هذه الصفحة على جمع المعلومات العامة وعرضها بطريقة واضحة يسهل معها الوصول إلى المعلومة التي يحتاجها الطالب العربي المقبل على الدراسة في ألمانيا، و تبقى لكل جامعة خصوصيتها و شروطها المختلفة، و التي من الصعب إحصائها جميعاً في هذه الصفحة، بل لا بد من العودة إلى الجامعة المعنية و الاستفسار عن متطلبات القبول الجامعي للأجانب.

لا يوجد تعليقات

أضف تعليق

إحصائيات المدونة

  • عدد المواضيع :

  • عدد التعليقات :

  • عدد المشاهدات :

أرشيف المدونة الإلكترونية

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

التسميات

فنون

تابعنا علي الفيس بوك

سينما

شائع هذا الأسبوع