متضامن مع الروائي القدير واسيني الأعرج، في معركته لكشف "السرقة العلمية" التي تعرض لها من طرف جماعة مسلسل "النهاية".. واسيني قامة أدبية وثقافية ووطنية كبيرة أرقى من الإدعاء على أحد بما ليس فيه، وقد وصل إلى درجة من الإعتراف وتحقيق الذات تجعل منه يترفع عن أي معارك رخصية بحثا عن الشهرة.
إتهام كهذا يصدر من كاتب بحجم واسيني هو أمرٌ يستحق التوقف عنه سواء بالدراسة أو المتابعة القضائية، ومن جانب أخر يضعنا أمام ضرورة التمعن في زاوية علاقة الأدب بالأعمال الفنية سواء السينمائية أو التلفزيونية وكيف تتم عملية "الإقتباس" وإلى أي حد يمكن إعتبار مجرد التأثر بالرواية عملية إقتباس ونقل غير مشروع لأفكار وأعمال الغير المطبوعة.
متضامن معه، حتى وإن كانت عملية تحويل الرواية إلى مسلسل هي من أكثر التقنيات المتعارف عليها في العالم، والفيصل في الموضوع يكون لمجموعة من الأشخاص اطلعوا على الرواية وشاهدوا المسلسل من خلال إجراء عملية مقارنة دقيقة وكشف مدى التطابق في سرد الحكاية والشخصيات والخط الدرامي والأحداث، لأنه من غير المنطقي أن تكون يكون مجرد تشابه الفكرة والموضوع عملية سرقة، وإلا لتم إتهام جميع الأعمال التلفزيونية التي تحكي قصص بوليسية بسرقة السيناريو من روايات أغاتا غريستي.
إن موضوع مسلسل "النهاية" بالتحديد ليس جديدا وقد سبق أو تطرقت إليه العديد من الأعمال الدرامية والأفلام وهو موضوع قادم بالأساس من السينما الأمريكية التي كانت سباقة في طرح موضوع نهاية العالم في إطار الأبحاث والدراسات
ويعتبر الفيلم الأمريكي بريطاني "ملحمة الفضاء 2001" الذي أخرجه ستانلي كوبريك عام 1968 واحدا من أهم وأولى الأفلام عبر التاريخ الذي تناول موضوع المستقبل وقدم رؤية يعرض هذا الجزء الحياة اليومية لمجموعة من أشباه القرود في صحراء السافانا القاحلة حوالي 7 مليون سنة قبل الحاضر،ويعتبر العمل "أضخم انتقال سردي في تاريخ السينما".وهو مأخوذ من رواية لآرثر كلارك وستانلي كوبريك".
كما تعتبر رواية الكتاب الأنجليزي الراحل جورج أوريل الموسمة بـ"1984" الصادرة عام 1949 عن دار " سيكر وواربيرج" البريطانية، واحد من أهم الروايات عبر التاريخ التي حملت نظرة استشراقية، التي تصنف في خانة الخيال السياسي و"أدب ديستوبيا" أي أدب المدينة الفاسدة، عبر الاستشراف لمألات واحداث معينة تقع في المستقبل، وقد سبق للروائي الفرنكو جزائري بوعلام صنصال و إن إعترف بأنه إقبتس فكرة تلك الرواية وأنجزها في عمله الأدبي الصادر عام 2015 بعنوان " نهاية العالم 1984"،و هو ما دفع واسيني للشك طارحا سؤلا حول تطابق عنوان الرواية مع روايته "1984 حكاية العربي الأخير"، ليرد عليه صنصال حينها بالقول:" روايتي لا علاقة لها بالعرب ولا بالإسلام ولا حتى بكوكب الأرض، معترفا بأن بأنه اقتبس فكرة رواية الأديب الانجليزي جورج أورويل".
جانب من مقال نشرته في الخبر
محمد علال