📎الروائي عيسى شريط.
- لست هنا بصدد مقاربة رواية الديوان الاسبرطي مقاربة نقدية، ولا الخوض في محتواها وأسلوب كتابتها، لكني أريد فقط أن أدرج رأيي في فوزها بجائزة البوكر، وهي فرصة لكي أهنيء الروائي عبد الوهاب عيساوي بهذا الفوز الثمين، وأشير أيضا إلى يقيني بأن هذا الفوز جاء على استحقاق بذلك أنصفت لجنة القراءة هذا العمل الثري تاريخا والمتميز أسلوبا، اختار عبد الوهاب خوض الرواية التاريخية وهو مجال ليس بالهين بل صعب المنال لأنه جنس يعتمد قبل كل شيء على البحث التاريخي العميق عبر مطالعة عشرات المراجع، وجمع المادة اللازمة والكافية، ويتوج كل ذلك بمهارة الكاتب التي وحدها تمكنه من بعث كل المادة التاريخية في عمل سردي روائي، ومن هنا تجلت مهارة الكاتب يقينا.. لا أريد الخوض في بعض الآراء التي جاءت مقلّلة من جودة العمل، واعتقد أن اغلبها استند على اعتقاد شخصي أملته عليه أيديولوجيته معينة، قرأت بعض الآراء التي تعاتب عبد الوهاب عيساوي على اعتبار تصنيف العثمانيين ضمن خانة المحتلين، وتناسوا أن مثل هذا الاعتقاد لم يبتدعه الروائي بل أجتمع الكثير من المؤرخين على اعتبار وجود العثمانيين احتلالا بكل المقاييس، واليقين أن عبد الوهاب أراد أن يكون متجردا من أي أيديولوجية تحتم عليه طمس ما رآه حقيقة، وهذا هو ديدن الكاتب المتحرر... وختاما لابد من الاحتفاء بهذا الانجاز لأن الأمر لا يعني عبد الوهاب عيساوي وحده بل يعنينا جميعا، أتمنى التألق لكل كاتب ومبدع جزائري... وشكرا...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق