مـن ربـيع بـراغ ..إلـى حـراك،عنهُ هرقــل قـد زاغ.

0

استدعاء البنــادق لــ : "الصنــادق"...قد سبق السيف العذل.
تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ الانتخابات،حَتَّىٰ تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ.
قناعتي: الحــراك والعسـكـر..قلـيـله مُـفطـر و كثيـره مُـسكـر.
قصة 01: ربيع براغ..والعسكر.
يقول دوبشـك: يمكنك أن تدوس الأزهار،لكنك لن تؤخر الربيع.
في سنة 1968،دعا الكسندر دوبشك إلى ورشىة إصلاحات عميقة في نظام شيوعي شمولي متزمت،تلقفها الأدباء والشعراء والمثقفين،سريعا ما تبلورت إلى ثورة شعبية،تحولت إلى ربيع ديمقراطي ينادي بالانعتاق من الحكم البوليسي،لكن القبضة الستالينية الحديدية الممثل في شخص الرئيس السوفياتي برجنيف،أرسل إلى براغ (تشيكوسلوفاكيا) 5 ألاف دبابة وربع مليون جندي،قدمت مدججة من مملكة "الرعب"الكلاشينكوف،الاتحاد السوفيتي (سابقا) فُسحقت الثورة ومُحقت الجماهير،وقد تم إجهاض الحراك فورا وهو في مهده،لكن كان الوعي قد تحرر،والنضج قد تفتق،وبذور الحرية غُرست بدماء الضحايا،و بعد 20 سنة،ربيع براغ "قرّح" وأزهر عندما هبت الثورة المخملية في نوفمبر 1989،التي قادها الأديب الألمعي فاتسلاف هافيل،حيث أمسك الجيش الوطني يده عن قمع الجماهير مستخلصا الدروس من مجزرة 1968،في حين بقي الجيش السوفياتي "المنهك" في عهد غورباتشوف يلعب دور المتفرج،أمام عزيمة وحماسة المتظاهرين،الذين كان يقودهم فاتسلاف هافيل،الذي تمكن من إسقاط النظام الشمولي الشيوعي في غضون شهر فقط،وأقيم نظام ديمقراطي بديلا عنه،افرز مباشرة الأديب الألمعي رئيسا للبلاد سنة1990،في أول انتخابات ديمقراطية حقيقية.
وتعد براغ من ربيعها إلى ثورتها المخملية، بمثابة نعي مُبكر لاتحاد السوفيتي "الجثة الشيوعية الهامدة" الذي سقط مغشيا،كلقلق أطاح بيه غراب براغ ،من أعلى سماء الحرية،إلى مقبرة ستالينية شمولية شوفينية مقيتة،وإلى غير رجعة سنة 1991.
ملاحظة: في هذه الظروف كانت الدبابة الجزائرية،تقمع الثورة المخملية،التي فجرها ربيع أكتوبر 1988.
قصة 02: ربيع الأرجنتين..والعسكر.
الأمهات يسقطـــن الدبابات بالتضحيات.
بعد حكم عسكري عشش وتجذر لعقود في الأرجنتين(منذ1930)،استطاع المجتمع المدني الأرجنتيني بعد جولات وصولات من النضال العتيد في مناهضة حكم الدبابة،تراكمت التجارب وتترجمت في احتجاجات عارمة،بعد مقتل طالبين احتج على سعر الوجبة الجامعية،قابلها العسكر بوحشية وقمعها في المهد،لكن بذرة الحرية كانت قد انطلقت واستمر وهجها،حتى كللت بإجبار العسكر بتنظيم انتخابات رئاسية نزيهة سنة 1973، أسفرت على عودة السياسي الضليع المنفي لمدة 18 سنة، بيرون الذي فاز برئاسة الأرجنتين،توفي بعد سنة من تسلمه مقاليد السلطة،لتخلفه زوجته (نائب الرئيس) رئاسة الأرجنتين لكن قرر العسكر بعد سنتين ،إسقاطها عبر انقلاب عسكري دموي قاده الجنرال السفاح فيديلا،الذي اخضع الرئيسة لإقامة الجبرية،كما قام بإلغاء البرلمان،وتعليق العمل بالدستور،وجمد العمل الحزبي،وقتل 30 ألف مدني،جلهم من الناشطين السياسيين الذين اختطفوا قسريا ونحروا.
لكن في سنة 1982 وفي كبوة أصابت سمعة وكفاءة الجيش(هزيمته أمام بريطانيا في حرب على جزر فوكلاند)فاهتزت السطوة العسكرية الغاشمة،ودشنت "حركة الأمهات" سلسلة مظاهرات سلمية،تمكنت فيها من هزم حكم العسكر،عندما أوصلت المدافع الشرس عن المختطفين قسرا،راؤول ألفونسين إلى سدة الحكم،كرئيس مدني للبلاد منتخب بقوة الشرعية الشعبية،ناهية بذالك حقبة حكم العسكر،ودشنت عصر الحكم المدني.
ملاحظة : أمهات المفقودين في بلادي،سنوات من الكفاح والنواح،لم يستسلمن رغم أن الجميع قد خانهم بعد ان تاجر بهم،وقد رفضنا بصلابة وأد حقيقة أكابدهن تحت الرواية السلطوية،مقابل ثمن بخس دراهم محدودة عرضت عليهن.
لتجد 4 سيدات"عجائز" في لجنة الحوار،يلًكون لنا عبارات النضال ومصطلحات الحرية والشفافية، وإعلاميات على شاكلة "مبخرة السلطة" لميس الحديدي،يتبخترن بالمهنية ويضربن بمساحهقن على جيوب الحرية.. تالله تخجل منهن براقش، وتستحي منهن جهينة سيدة الخبر اليقين.
القصة 03: ربيع الصين..والعسكر.
الشمولي ماوسي تونغ : السياسة تخرج من فوهة البندقية.
قام بعض الطلاب من وضع أكليل زهور،على قبر الإصلاحي ياوبانغ،ليتم منعهم من طرف مصالح الامن،فنشبت بينهما صدمات أدت الى احتجاجات شنها جمهرة من الطلبة المتعاطفين مع زملاءهم،ليتبعهم رهط معتبر من المفكرين و المثقفين،الذين احتلوا ساحة تيانانمن وسط بكين سنة 1989،مطالبين بإصلاحات فورية،منها مكافحة الفساد ومنح الحرية للصحافة وإرساء الديمقراطية بدل الشمولية الشيوعية،وقد قام الطلاب بمقاطعة الفصول الدراسية،مما استقطبت هذه المظاهرات فئة جد فاعلة وتعد من صلب الحكم الشيوعي "العمال" الذين انضموا عبر كل القطر الصيني للمظاهرات السلمية الجارفة،ورغم سن الأحكام العرفية من طرف الحزب الشيوعي الحاكم(وريث ماوسي تونغ) إلا أن الشارع الصيني ضل وهاج بزخمه وتنوع شعاراته محافظا على سلميته،وقد لعب الطلاب الدور الأبرز في هذا الحراك الشعبي،إلا أن مجموعة من الجنرالات المتقاعدين(7 ألوية) قرروا قمع الحراك بالدبابة،عندما سخروا نصف مليون جندي،لقمع الحراك الشعبي السلمي،ورغم استماتة مدينة بكين شعبيا،إلا أن ليلة واحدة كانت كافية لقتل 10 ألاف شخص،كما تم سحق الحراك ومحق التظاهرات.
في المقابل تم محاكمة كل الضباط الذي رفضوا إطلاق النار على شعبهم،فمنهم من اعدم ومنهم من يقبع في السجن إلى الآن،ومن وقتها قطع لسان الطلبة و بتر ذراع العمال،وعطل عقل المفكرين وقلم المثقفين،ليبقى شيء واحد لم يقمع أو يمحى من ذاكرة التاريخ،حينما تصد رجل يحمل كيسين من الخضار لعائلته(القضيان)عندما اعترض وهو عاريا الصدر اعزلا،رتل من الدبابات كانت تتقدم وسط الساحة،حتى لقب برجل الدبابة أو الثائر المجهول،وظلت صورته تتصدر صدر الصحف والمجلات والشاشات افي العالم،فهزم محرك الدبابة الذي صمت هديره،أمام صمود ذالك الرجل الشريف،الذي كان اشرف من دبابة شيوعية وجهت فوهتها لصدور شعبها.
ملاحظة: موقف شريف قام به الجنرال شوكينشيان،نجل أحد أعظم قادة الجيش الصيني ورفيق ماو سي تونغ،عندما قام متعللا بذريعة وضع الجبس على ساقه،كتمويه عن كسر قد أصاب رجله،حتى يعفى ويتجنب قمع شعبه بالدبابة،لكن قام العسكر بمحاكمته وسجنه لمدة 5 سنوات وتجريده من كل رتبه،ولم يشفع له تاريخه ولا تاريخ والده أحد مؤسسي الصين الحديثة.
القصة 04: ثورة الزعفران..والعسكر.
قال الجنرال الحاكم العسكري لبورما "تي وين "وهو في عمر 78 سنة:عندما يضرب الجيش بالرصاص،إنه يضرب ليقتل.
أخمد جيش بورما سنة 1988 ثورة قادتها الجماهير الطلابية، بعد مناوشات بين الطلاب في إحدى المقاهي بضواحي مدينة رانغون أكبر مدن بورما،والتي فضتها الشرطة بعنف بقتل طالب،لتنشب احتجاجات عارمة تضامن فيها الطلاب مع الطالب المقتول على يد الشرطة،قام الجيش بقمعها فورا بقوة السلاح،وأخمدها بعد ان أرتكب مجزرة قتل راح ضحيتها 41 طالبا جامعيا،كما تعرضت الطالبات لاغتصاب،أو ما عرف بمجزرة "الجسر الأحمر" ،كما أغلقت الجامعات واعتقل آلاف الطلبة.
عود على بدء،ففي سنة 2007 قادة رهبان بورما (مينمار) حركة احتجاجية على غلاء الأسعار،فقام الجيش بسحق هذه الثورة،التي قادتها المؤسسة الدينية،التي تعد ثان مؤسسة من حيث الانتشار والتنظيم بعد الجيش،وقد أزرهم طلاب الجامعات المعروفين " بمجموعة جيل طلاب 88" الذين قمعوا وسجنوا وشردوا سنة 1988،كما التحق بهم طلاب الثانوية والمدارس،،لكن الجيش قام بسحقهم ومحقهم دون رأفة ولا شفقة،حيث أطلق عليهم النار على 50 ألف متظاهردون تمييز،حيث سقط 3 ألاف ضحية، واخمدت ثورة الرهبان بقوة السلاح.
القصة 05: ربيع بوخرست ..والعسكر.
جثم الشيوعي الأحمر الجنرال نيكولاي تشاوتشيسكو،لأكثر من أربعين سنة على صدور الرومانيبن عنوة،حتى استعبدهم وضن نفسه انه ملك إلى الأبد،لكن لعنة الشعوب أطول نفسا من كل دكتاتور،حيث انتفضت الجماهير سنة 1989 في وجهه، بعد حادث طرد القس المعارض لازلو تركيس،حيث عزمت الحشود على تحرير نفسها من الدكتاتور الفاسد،فسلط عليهم جهاز استخبارته "البوليس السري " المختص في القمع والقتل والخطف القسري،ليجد الدكتاتور نفسه فار ومطارد في السماء عبر مروحيته برفقة زوجته،حتى انه لم يجد رقعة في رومانيا تحط فيها مروحيته، أمام غضب تلك الجماهير النتظفة في كل شبر من رومانيا،التي أصابها "السعار" من حكمه الستاليني،ليلجأ الدكتاتور الغاشم لوحدة جوية متواضعة،آوته قبل أن ينقلب عليه الجيش فأعتقله،في تمثيلية لخطف ثورة بوخارست الشعبية،حيث جلب الجيش تشاوتشيسكو الفار،إلى جدار مهترىء في ثكنة،ليتم رميه بالرصاص مباشرة على الهواء(التلفزيون الرسمي الروماني) رفقة عقيلته في مشهد صادم،عندما تم إفراغ أربعة رصاصة،منها رصاصتين في رأسه واثنين في قلب زوجته، في مشهد مرعب.
تم خداع الجماهير عندما قام الجيش، بتقديم القربان من "الكباش" ضباط الجيش للمحاكمات،كما تم سجن كبار صقور ورموز نظام نيكولاي تشاوتشيسكو( الحراش) وقد تمكن العسكر من الالتفاف على الثورة الشعبية " وكلح وكلخ " الجيش الجماهير عبر ما عرف بجبهة الخلاص الوطني( على شاكلة إنقاذ الجمهورية الجزائرية سنة1992،ولجنة الحوار 2019) وتمكن من استنساخ "السيستام "نفسه عبر الحرس القديم ،عندما وضع احد حلفاء الدكتاتور المخلوع، إيون إيليسكو على رأس جبهة الخلاص،وعندما تنبهت الجماهير لخدعة تحالفه مع الجيش ،تصدت له لكنه سحقها عبر تشويهها بتهم "السيستام" الجاهزة(الخيانة والعمالة للخارج وتلقيها أموال من أطراف أجنبية،لتنفيذ أجندات خارجية) كما شرع في محاكمة المعارضين وزج بهم في السجون.
وفي المقابل لمع صورته كونه فارس المرحلة الانتقالية،وانه الأقدر على الوصول برومانيا إلى بر الأمان،عندما سخر وسائل الإعلام الحكومي لترويج لخارطة طريق العسكر،بعد أن احتكر المشهد الإعلامي برمته،حينها دفع الجيش بقيادة الصف الثاني من الحزب الشيوعي الذي طاحت به الجماهير،إلى رئاسة البلاد تحت حزب جديد جبهة الإنقاذ الوطني بقيادة إيون إليسكو،الى سدة الحكم ليفوز بالنسبة 70 بالمئة،في انتخابات اشرف عليها الجيش،بعد أن قام الأخير بتعبئة الشعب، وبعد سنة ونيف تعود رومانيا في قبضة دكتاتورية برعاية الجيش الذي اسقط صنم كبير لينصب صنم صغير( خديعة رومانيا تشبه خديعة الجزائر سنة1992،والتي هي على وشك التكرار سنة 2019 "استدعاء الهيئة الناخبة 15 سبتمبر).
خلاصة الخلاصة:سبب ثوران كل الثورات،فتيله دوما فقدان النظام السياسي لشرعيته أمام المواطنين.
الفايدة والحاصول: موقف العسكر أمام كل الثورات ،دائما تكون له ثلاث خيرات لا رابع لها:
1.سحق الثورة ومحق الجماهير.
2.ينتصر للثورة ليركبها،قبل أن ترتد عليه.
3.تنقسم المؤسسة العسكرية على نفسها إلى قسمين،بين نصرة الثورة لحلبها بعد ركبها،أو سحقها لمحقها.
المدهش في المعجزة الجزائرية الهرقلية: العسكر لا يسحقها ولا ينصرها ( المغرر بهم / سواديزون ) لكن ابتغى بين ذالك سبيلا فتنة "الراية والراية المضادة" ووقيعة "الزواف والباديسين" ليركب جزء من الثورة ليقتل به الجزء الثاني من الثورة،حتى يجدد "السيسنتام "نفسه من خلال رسكلة وترويض الحراك،وبكل أريحية(التسلل بين الظفر واللحم)بهدف حلب صراعهما في طأس "الكاسكيطة"،ليمنح "السيتسام" فرصة "استنساخ" نفسه قبل أن يغرق ويهلك،في أتون ديمقراطية حقيقية يفرزها الحراك.
(الخديعة الرومانية اشبه بالحالة الجزائرية الحالية).
فرقعة أصابع:
سأل قائد شرطة طهران،عشية اندلاع ثورة الخميني سنة 1979،الجنرال نعمت الله نصير قائد جهاز المخابرات الإيرانية في عهد الشاه رضا بهلوي المسمى "السفــاك" ( يعد من أقوى الأجهزة الاستخبارتية في العالم وقتها)
لماذا لم تتنبئون بحدوث الثورة؟؟..رد قائد جهاز المخابرات:
" كنا نبيع ونشتري في العقارات".
ملاحظة الملاحظة: يقول العملاق عبد الحميد مهري" كوّن الشعب يرتاح لرؤية الدبابة ،هذا مشكل سياسي".

لا يوجد تعليقات

أضف تعليق

إحصائيات المدونة

  • عدد المواضيع :

  • عدد التعليقات :

  • عدد المشاهدات :

أرشيف المدونة الإلكترونية

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

التسميات

فنون

تابعنا علي الفيس بوك

سينما

شائع هذا الأسبوع