الصفحات

الثلاثاء، 2 يونيو 2020

بين #النّقد_والانتقاد.. #والقراءة_والحكم_المسبق❗


 لاحظت في الآونة الأخيرة تهجمًا واضحًا من طرف الكتاب الذين يعتقدون أنفسهم قد وصلوا إلى ذروة النجاح على غرار كتابٍ آخرين يعدونهم مبتدئين ولا يمتون للكتابة بصلة ولا يستحقون رخصة حمل القلم حتى، مقللين من شأنهم، ولا يتوانون في توجيه الانتقادات اللاذعة والمحبطة إليهم، كونهم ــ حسبهم ــ مجرد متطفلين على الأدب والثقافة ليس إلا...
 هذا الحكم، حكمٌ عارٍ من كل موضوعيةٍ، ومن كل وعيٍّ وتفكيرٍ، ونابعٍ من حقدٍ وكراهية دفينةٍ وغيرةٍ متوارثةٍ جيلاً عن جيلٍ.
فمثلاً نجد كاتبًا لم يقرأ لكاتبٍ آخر ولم يطَّلع على عمله قط، إلا إنه يبدأ يتطاول عليه و يسعى إلى تشويه شخصه ، متناسياً مقولة موت المؤلف وأن النص لا يحكم عليه إلا بعد قراءته وتحليله، غير مفرقٍ بين القراءة والرأي والانطباع والنقد، وأن للقراءة والنقد شروطٌ لا بد من التقيد بها.
ومن المتعارف أن القراءة متاحةٌ للجميع، لكن النقد لا يتاح إلا للعارفين بآلياته ومناهجه وأسسه، إلا إننا نرى اليوم العكس تمامًا، إذ امتلأت الساحة الأدبية بالمنتقدين لا النقاد والمحبطين لا القراء.
الساحة الأدبية والثقافية ليست ملكَ أحدٍ ولا يحق لأيٍّ كان مصادرة حق الآخر في الكتابة أو الإبداع، فالجميع في مضمارٍ واحدٍ والأجدر هو الذي يصل إلى النجاح عن جدارةٍ واستحقاقٍ، والزمن وحده كفيلٌ بغربلة الحسن من الرديء والسليم من السقيم، لذا لا داعي لإطلاق الأحكام العشوائية، إذ لابد من ترك النقد للمتخصصين، فأهل مكة أدرى بشعابها.
لي خبرة ست سنواتٍ في التدقيق اللغوي، مرت عليَّ الكثير من أعمال الشباب، وفيها من الأعمال التي نشرت لأول مرةٍ لكن فيها ما يلجم أفواه المتطاولين والمحبطين.
نصيحتي للكتاب الشباب الذين يريدون دخول الساحة الأدبية لأول مرةٍ ألاَّ يأبهوا بهؤلاء ولا يعطونهم حجمًا أكبر من حجمهم (إن كان لهم حجمًا أصلاً)؛ فالكاتب الناجح هو الذي يزرع الأمل في الآخرين، ويهتم ببناء نفسه لا البحث في حطام غيره.
أرى أن الخطر المحدق بالساحة الأدبية والثقافية لم يكن راجعًا لكثرة الكتاب، بقدر ما هو راجعٌ إلى من يسمون أنفسهم نقادًا ويحملون معاول يحاولون من خلالها تحطيم كل جميلٍ ولا يسعون في البناء أبدًا...
#بلال_لونيس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق