الصفحات

الاثنين، 9 ديسمبر 2019

فاطمة لوصيف أمنا عيدة حاربت فرنسا خمسة عشر عاما


المجاهدة فاطمة لوصيف المعروفة في الثورة باسم عيدة من مواليد1922 زوجة المجاهد الصادق شبشوب المدعو'' قوزير" أحد الخارجين عن القانون كما يطلق عليهم الاستعمار، أو متمردي الشرف، أو لصوص الشرف كما يقول البعض من سنة 1945 و تشاء الأقدار أن يلتقيا في مناسبة خاصة و يطلبها للزواج و توافق على الفور و ترافقه في رحلته ابتداءا من سنة 1947، و يكونا على موعد مع القدر و يحوزان على شرف انطلاق الرصاصة الأولى أول نوفمبر 1954، و أثناء هذه الرفقة من الحب و الجهاد حضرت العديد من المعارك الكبرى على امتداد ساحات القتال في الولايتين الأولى و السادسة مع زوجها الذي كنا نناديه "بابانا" و كانا يحضيان باعجاب و احترام و تقدير كل المجاهدين بمختلف رتبهم، و يتشرفون بالتقرب منهما لسرد الكثير من الأحداث المشوقة لمسيرة أبطال عاشوا السنوات العديدة في مواجهة حكام فرنسا و أعوانها من المشايخ و القياد و حراس الغابات و كيف كان السكان يحتضنهم رغم فقرهم المدقع و كيف كانت الاشتباكات و الاصطدامات فى جبال الاوراس ، وعن القيادات الأولى للثورة و كيف استفادوا من تجربتهم في الحياة في جبال لم يألفوها، و قد وسّمته قيادة الثورة برتبة ضابط أول عضومنطقة، و لكنه لم يقيد بمنطقة معينة نظرا لمكانته و سنه المتقدم و كان مسموحا له بحرية التنقل بين الولايتين الأولى و السادسة، و هذه خاصية لم يستفد منه غيره و زوجته. و قد كانت المجاهدة امنا عيدة تحسن الرماية باحترافية عالية نظرا لتجربتها الطويلة في حمل السلاح و كانت تمتاز بالطيبه و تشعرك بالحنان و الحب و الحنو و تخاطب المجاهدين بأولادي و لو كانوا أكبر من عمرها، و هي لم تنجب في حياتها. حضرت معارك كبرى إلى جانب زوجها في الولايتين الأولى و السادسة و آخر معركة حضرتها في الولاية السادسة مع زوجها معركة بوكحيل الطاحنة بقيادة العقيدة شعباني في 17 و18سبتمبر 1961التي دامت 48 ساعة، و آخر معركة في الولاية الأولى 20 أكتوبر 1961 التي فجعت باستشهاد زوجها و رفيقها الذي ارتقى الى جوار ربه رحمه الله و احسن مثواه و اسكنه الفردوس الأعلى و عاشت المجاهدة أمنا عيدة إلى أول نوفمبر 2001 و رحلت الى بارئها لتلتحق برفيقها و زوجها بعد ان عاشا حياة الأبطال و تمردا على قوانين الإستعمار قبل أن يكون لهما الشرف المشاركة في الليلة الأولى من ذات نوفمبر 1954. رحمها الله و انزلهما منزلا مباركا مع الشهداء في جنة الخلد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق