مهري : شخصنة الحوار،تمييع حقيقي للقضايا الأمة .

مهري : شخصنة الحوار،تمييع حقيقي للقضايا الأمة .
المـعرة العرعارية، في حوار المراديـة ( 13 مجلد) صادر عن دار،المنتدى المدني "للتكعرير".
سبحان الذي دحرج هذا البلد،من الكنوز المهراوية،إلى الحروز العرعارية.
قناعتي: التشخيص أولى بالمعروف للوطن من الشخصنة.
يقول مهري عن شخصنة الصحفيين للقضايا، بنية التقزيم بهدف التأزيم:(أنظروا إليهم،إنهم يكتبون على صدر صفحات جرائدهم،بالبنط العريض، حزب الدا الحسين،وحزب مهري،ولا يكتبون حزب جبهة القوى الاشتراكية،أو حزب جبهة التحرير الوطني)
القصة : سنة 1994،دعا رئيس الدولة الجنرال لمين زروال(لم ينتخب وقتها بعد رئيسا للجمهورية)،في ذروة الأزمة التي كانت تتلاطم بين جشع الكل الأمني ووجل الحل السياسي،وكان مهري يصنف وقتها الأزمة أنها متعددة الجوانب وسبيل الخروج منها لابد أن يكون سياسيا،وعبر الحوار الجامع الشامل،و في المقابل رفض مهري جل حوارات السلطة،كونها انتقائية وإقصائية، مشخصنة من لدن السلطة الفعلية.
الشاهد: لبى مهري إحداها،وقد توجه للمرادية،وأصطحب معه من أعضاء المكتب السياسي،كلا من علي بن فليس،وعبد العزيز بلخادم(أصبحوا فيما بعد رؤساء حكومات)وعند دخولهم لقاعة الانتظار،قبل ولوجهم لمكتب الرئيس،رحب بهم رئيس الديوان وطلب لهم كؤوس شاي متربصا بهم قبل أن يلتحق رئيس الدولة بمكتبه،الذي يمر لا محالة عبر قاعة الضيوف الشرفية فيجد القوم جالسين،وبالفعل جلس بن فليس وبلخادم دون التفطن أو التنبه،فطلب منهما الداهية المتقد مهري،أن ينهضا من الأريكة،ويشربا الشاي وهم وقوف،فاستغربوا وتعجبوا من أمره،ثم سألوه عن الجدوى من طلبه،فرد الحكيم: لو بقيتما جالسان،ودخل رئيس الدولة اليمين زروال،وعند مصافحته لكم وأنتم جالسان،معناه اعتراف سياسي بشرعية السلطة الفعلية(الكلاش)،ومنه بقاؤكما واقفان،يعني سياسيا توازن قوى المتحاورين،وليس رجوح الكفة لصالح السلطة الفعلية،بهت الوزيرين،ولملم الموقف بالوقوف.
الدرس: جلس الحضور للتحاور،فأخذ رئيس الدولة الجنرال زروال الكلمة وكان على يمينه قائد الأركان الجنرال محمد العماري وعلى يساره مستشاره لامني الجنرال بتشين،،فأرغى وأزبد زروال حول تصور السلطة الفعلية للحل السياسي وأمعن في تصوره وأطنب في كلمته،بعدها جاء دور مهري،فقال مباشرة لزروال: لو تكلمت في شأن العسكري فسنصغي إليك،هذا تخصصك وديدانك،أما وأن العسكري يحاضر ويقترح الحلول السياسية،على السياسيين،فهذا غير ممكن ـ مردفا ـ وأعتذر منكم،هذا ليس تخصصكم ولا مجالكم،بل هذا يخص السياسيين فقط.(انتهت جلسة الحوار).
العبرة : منذ تلك اللحظة قرر زروال،بعد أن أوغر صدره الجنرال بتشين،كون مهري قد أهانك أمام الحضور عندما واجهك بقوله (العسكري ما يفهمش في السياسة) وقتها قرر زروال،بعد أن أعطى الضوء الأخضر لكل مؤسسات الدولة لتجند،بهدف تنحية مهري من على رأس الآفلان،مهما كان الثمن،تحت قولته الشهيرة( إما يروح هو أو نروح أنا).
نضرب الأمثال: ونحن في "فورة" حوار الأعمى والأطرش هذه الأيام بين " الفندقة والزندقة " تذكرت حوار النملة والنخلة،عندما قالت النملة للنخلة: استمسكي إني راحلة،قالت النخلة: لم أشعر بك عندما قدومك، فكيف أشعر بك عند ذهابك.
نصيحة عرعارية: (علاش ترقو،حتى تولي تثني فيه؟؟)
يستحضرني بقوة في هذا المقام قول الحطيئة:
يا باري القوس برياً ليس يحسنه...لا تظلم القوس أعط القوس باريها.

الاعلامي : فاروق معزوزي