خُلقت حُرا منذ صغري أحكي ضميري وأفكاري حتى وان كان ضدي كل المجتمع ليس تعنتا للحق وانما قناعة وشرف نفتخر أننا اكتسبناه بفعل كثرة طرح السؤال فلا عاش من ينشد الجواب فحسب بل كل جواب يستدعي نقدا وتقاومه ارادة فعلية والمسائلة العقلية ما هي الا مقاضاة لكل ما يصدر عن الانسان سلبا وايجابا وتعود الضمير الجمعي على ان لا يقبل كل شيء ولا اي شيء بتلك الهشاشة ولا بذلك الكم الهال من البلادة الذهنية التي تسوق لها السلطة الفعلية التي تصادق الحقوق وتعتقل الحريات وتغتصب الطبيعة التي ولد مزودا بها كل فرد من المجتمع
وان سألوني يوما ما هو الانجاز الذي تفخر به في حياتك لقلت بدون ادنى تردد أني خُلقت حراً امارس ما اعتقده بصدق ولا اجامل أحدا ولن اساوم على القضايا الكبرى للوطن ولا لأي شيء مهما عشت بحول الله تعالى وبتوفيقه ، والملاحظ ان الله تعالى في الخطاب القرآني دوما يذكرنا به اننا خلقنا احرارو نقرر ما نعتقده دون قيد او شرط إلا في ظل القواعد العامة لاخلاق وضوابط المجتمعات الانسانية التي نعيش فيها ، فهاهو القرآن الكريم يخاطب سيد الخلق محمد ابن عبد الله عليه الف صلاة وألف سلام قائلا : (لست عليهم بُمسيطر) وتارة يقول : (وما انت عليهم بوكيل) وتارة أخرى : (انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء)
أين نحن من سعة الحرية بالمفهوم الرباني الواسع الذي يحترم المعتقد ويقدر الانسان ويرتقي به الى مصاف التكريم حتى وان كان عدوا لله تعالى آه ثم ألف آه لوفهمنا القرآن على حقيقته ولو استوعبنا الطاقة والقدرة الحقّة لفلسفة الله في البلاء والتسيير والاحكام العامة والخاصة لتسيير العلاقة بين الله والناش وبين الناس والناس ولاننا امة لا تقرآ أصبح كل سفيه يعلمنا وكل جاهل يتطاول وكل من وجد دعما من القوى التي تملك المال ولا تملك العقل
تحرير عامر السعيد
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق