الصفحات

الخميس، 28 ديسمبر 2017

هل يمكن لطاقة الحب الإيجايبة أن تنقذ حياة إنسان ؟


كانت الفتاة الشابة إيميلي جوسيو البالغة من العمر آنذاك 21 عاما تقود درجاتها عندما دهستها شاحنة، وسحقت وجهها وعظامها، كما تعرض عصبها البصري لضرر شديد تسبب في إصابتها بالعمى، إضافة إلى الصمم والشلل. كانت مأساة متكاملة الأركان، حتى أن الأطباء شككوا في قدرتها على الاستفاقة من الغيبوبة التي تلت إصابتها، وطلبوا من أسرتها العثور على منزل مجهز لاستقبال جسدها المنسحق ومحاولة إبقائها على قيد الحياة.
لم يكن لدى أي من الأطباء الذين استقبلوا إيميلي أي إيمان بقدرتها على التعافي نظرا لسوء حالتها آنذاك. هنا فقط بدأت القصة، مع حبيبها آلان لوندجارد الذي رفض تقبل كل ما سمعه من الأطباء. ظن الأطباء أنه يعاني من حالة إنكار شديدة عادة ما تصاحب مثل هذه الحالات، لكن الأمر لم يكن كذلك على الإطلاق.
ففي إحدى الليالي قبل أيام قليلة من انتقالها إلى المنزل المؤهل، وتحديدا في الساعة الثالثة صباحا، لاحت فكرة لآلان الرابض بجوار سريرها في المشفى. قرر آلان أن يحاول التواصل مع إيميلي عن طريق كفها، حيث أمسك راحة يدها بقوة وكتب فوقها بإصبعه “أحبك”.
فورا استجابت له إيميلي قائلة له “فعلا تحبني؟ شكرا لك”.. لم تستطع إيميلي في البداية أن تتعرف على الشخص الذي تواصل معها لتوه، لكنه واصل محاولاته تذكيرها بنفسه مستخدما أسلوب الكتابة على راحة اليد بإصبعه ذاته. لم يكل أو يمل، حتى استطاعت إيميلي أن تتذكر حبيبها، بل وكل شيء.
كانت تلك هي البداية لعودة رآها الأطباء مستحيلة. بعد أيام نُقلت إيميلي إلى واحد من أكبر مراكز التأهيل البدني بعدما أظهرت إشارات استجابة غير متوقعة. الآن إيميلي استعادت قدرتها على الوقوف والحركة. ربما مازالت صماء وعمياء، لكنها استعادت الكثير من حياتها، بل وأصبحت رسامة ونحاتة شهيرة..
إنها واحدة من تلك اللحظات التي تفخر بها الإنسانية وتبرهن كيف تستطيع طاقة الحب الإيجايبة أن تنقذ حياة إنسان، مهما بدا ذلك مستحيلا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق