الصفحات

السبت، 10 أكتوبر 2015

80 بالمائة من الجامعيين لا يتقنون التكلم والتعبير بالعربية


كشفت دراسة حديثة شملت تسعة آلاف طالب من مختلف المعاهد والجامعات الجزائرية، أن 80 من المائة من الجامعيين لا يتقنون التكلم والتعبير باللغة العربية "الفصحى". وهذا بعد الوقوف على عدد كبير من الأخطاء اللغوية التي ارتكبها الطلبة أثناء عرضهم لأطروحات الماجستير والدكتوراه والبحوث السنوية. وبيّنت الدراسة استعمال الطلبة لعدد كبير من المصطلحات الفرنسية "التقنية" والعبارات العامية في بحوثهم، ما جعل لغة الجامعيين تتحول إلى لغة هجينة وخليط من المصطلحات المحلية والأجنبية والعربية، إلى درجة تحولت فيها لغة الجزائريين إلى لغة غير مفهومة لدى العديد من الشعوب العربية.
وفي هذا الإطار، أكد القائم على هذه الدراسة الدكتور خالد عبد السلام، أستاذ محاضر بجامعة سطيف، في تصريح لـ "االشروق"، أن غالبية الطلبة لا يتقنون الحديث والتعبير بالعربية. وهذا أثناء عرضهم الشفهي والكتابي لبحوثهم الجامعية، ما يطرح حسب المتحدث العديد من التساؤلات حول واقع التكوين اللغوي للطلبة بداية من المدرسة الابتدائية والعائلة. وأضاف أن الكثير من الطلبة يعانون من عقدة التكلم باللغة العربية في المدرجات الجامعية، فتجدهم يفضلون استعمال مصطلحات فرنسية وعامية للتبليغ عن أفكارهم وأسئلتهم.
وعن الهدف من الدراسة، قال محدثنا: "إنها جاءت بعد كثرة الأخطاء اللغوية في المذكرات الجامعية، ما جعل الأساتذة يجدون صعوبة بالغة في تصحيح المذكرات وأوراق الامتحانات. وهذا ما دفع مجموعة من الأساتذة إلى الاهتداء إلى فكرة إعداد دراسة معمقة حول واقع اللغة العربية في الجامعات الجزائرية، من خلال تقييم عدد كبير من البحوث ومذكرات التخرج، بما فيها رسائل الدكتوراه والماجستير، التي ارتكب فيها الطلبة جرائم في حق اللغة العربية بتأنيث المذكر، وتذكير المؤنث، وكتابة جمل وعبارات باللغة العامية "الدارجة" والاستعانة بمصطلحات فرنسية تقنية عوض المصطلحات العربية. 
  
أساتذة لا يعرفون العربية وطلبة لا يفهمون الفرنسية
 وأفاد الأستاذ خالد عبد السلام الذي يشتغل أيضا عضوا في العديد من اللجان العلمية في الجامعات ومنخرط في العديد من المراصد والجمعيات الشبابية، أن الدراسة كشفت أيضا عن عدد كبير من الأساتذة الجامعيين الذين يعتمدون على اللغة العامية والفرنسية لتدريس الطلبة في الأعمال التطبيقية والمحاضرات، بسبب عدم إتقانهم للتواصل السليم مع الطلبة باللغة العربية. وهذا ما انعكس على الطلبة الذين لا يستعملون العربية سوى في الجانب النظري، ما أثر في لغتهم الميدانية في التواصل وحتى الكتابة. وأضاف أن 60 من المائة من الطلبة يفكرون بالعامية ويكتبون بالعربية، ما يجعل أسلوبهم في الكتابة مشوها، وبعيدا عن اللغة الأكاديمية، بينما يعتمد 40 من المائة من الطلبة على المصطلحات الفرنسية "التقنية" في بحوثهم بسبب افتقارهم إلى قاموس لغوي عربي يمكنهم من استعمال المصطلحات العربية في مكانها الصحيح.

الجامعة الجزائرية أنتجت جيلا "عقونا"
انتقد محدثنا بشدة واقع اللغة العربية في الجامعة الجزائرية، التي أنتجت حسبه جيلا "عقونا" لا يتقن أي لغة، فتجده يتكلم بلغة هجينة متكونة من عبارات فرنسية وعامية وعربية. وهذا ما ساهم في انتشار لغة موازية أطلق عليها المختصون اسم "لغة الشارع" التي باتت تستعمل في المدارس والجامعات والإدارات، وحتى في الخطاب الرسمي للمسؤولين. وأضاف الأستاذ خالد عبد السلام أن المدرسة الجزائرية أنتجت جيلا من التلاميذ لا يتقنون العربية ولا الفرنسية، وهذا ما أثر على تحصيلهم العلمي في الجامعة التي تحولت حسبه إلى مؤسسات لتوزيع الشهادات وليس لتحصيل المعرفة. وأكد أن الطفل الجزائري يقضي 07 ساعات يوميا في المدرسة أين تخاطبه الأستاذة بالعربية، وحين يخرج من القسم ينسى هذه اللغة ويشرع في التواصل مع أهله وأصدقائه بلغة ثانية "عامية" لا هي عربية ولا هي فرنسية، بالإضافة إلى استعمال بعض المصطلحات العامية المحلية التي ليس لها أي أصل لغوي. وهذا ما جعل لغة الجزائريين غير مفهومة لدى أغلب الشعوب العربية. 
المصدر هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق