الصفحات

الاثنين، 22 ديسمبر 2014

مقتطفات فنية للرائعة أحلام مستغانمي

كنتُ رجلًا تستوقفه الوجوه، لأنّ وجوهنا وحدها تشبهنا، وحدها تفضحنا، ولذا كنت قادرًا على أن أحبَّ أو أكره بسبب وجه.
برغم ذلك، لست من الحماقة لأقول إنّني أحببتك من النظرة الأولى. يمكنني أن أقول إنّني أحببتك ما قبل النظرة الأولى.
كان فيك شيء ما أعرفه. شيء ما يشدّني إلى ملامحك المحبَّبة إليّ
مسبَقًا، وكأنَّني أحببت يومًا امرأة تشبهك، أو كأنَّني كنت مستعدًّا منذ الأزل لأحبّ امرأة تشبهك تمامًا.
" ذاكرة الجسد "
***   *** *** *** *** *** *** *** *** 
ثمة نوعان من الأغبياء : الذين يشكّون في كلّ شيء . . و أولئك الذين لا يشكّون في شيء .

***  *** *** *** *** *** *** *** ***
الحقيقة، لا شيء سواه كان يعنيها. كانت تكرهه بقدر ما تحبّه، وتتمرّد
عليه وتتمنّاه، وتحنّ إليه سرّاً، وعلنًا تتحدّاه. وتصمد أيامًا، ثمّ تنهار أحيانًا باكية، أمام سؤال لا تملك له جوابًا: «كيف حدث كلّ هذا؟».

كنت أحبهم . أولئك العشاق الذين يزجون بأنفسهم في ممرات الحب الضيقة ، فيتعثرون حيث حلّوا ، بقصة حب وضعتها الحياة في طريقهم ، بعد أن يكونوا قد حشروا أنفسهم بين الممكن والمستحيل .
أولئك الذين يعيشون داخل زوبعة الحبّ التي لا تهدأ ، مأخوذين بعواصف الشغف ، مذهولين أمام الحرائق التي مقابل أن تضيء أياما في حياتهم ، تلتهم كل شيء حولهم ، جاهزين تماما.. لتلك اللّحظات المضيئة خلسة ، والتي ستٌخلف داخلهم عندما تنطفئ رماد انطفائهم الحتميّ .
أحبّهم .. وربّما كنت أشبههم .
" فوضى الحواس "
***   *** *** *** *** *** *** *** *** 
ذلك أن ّثمة مسؤوليةً للكاتب تجاه قرائه تزداد كلما ازداد انتشارَه، وما عاد من حقي أن أكتب بالحرية التي كتبت بها أعمالي الأولى، دون الأخذ بعين الإعتبار تأثيري على قراراتِ الآلاف من القراء. 
عندما تصبح أعمال كاتب، ضمن المناهج الدراسية في أكثر من بلاد، تتولى الأجيال، تناقل أفكاره وتخليدها. لكن، ليس الخلود هاجسي، بقدر ما يعنيني خلود الأفكار التي دافعت عنها طويلا. الأقوال التي كنت أحتاج عمرا من الخيبات لبلوغ حكمتها، الجمل التي أعدت كتابتها أكثر من مرة، الحياة التي قضيتها واقفة، رافضة الجلوس على المبادئ، حياءً من حكم التاريخ ، ذلك أني لا أخاف بعد الله إلا التاريخ. ولا أستحي من الأحياء، بل من أبي. ولذا أشقى بقسوتي على نفسي، فضميري أقسى عليّ من أعدائي.
( من المحاضرة )

***   *** *** *** *** *** *** *** ***
مَدينةٌ أنا لأجمل ما حلّ بي، لتلك المرات التي لعبت فيها قدري على طاولة الحياة، باستخفاف المقامرين الأثرياء، فقلت "لا" حيث كان لابد أن أقول "نعم"، و"بلى" حيث كان عليَّ أن أصمت، فازددت مع كلّ إفلاس ثراءً، وأصبحت لفرط خساراتي كاتبة.
بي افتتان بالخسارات الجميلة، تلك التي نفقد فيها ما اخترنا خسارته بتفوّق، على مرأى ممَّن سينحنون بعدنا للملمته. أُمعن في جرائم الهدر، إكراماً للحظة زهو لا أُشهد عليها سوى ضحكتي.
لا شيء يستحق الانحناء، لا خسارة تستحق الندم. هل خبرتم عنفوان الخاسرين؟
أصدقائي المبدعين.. أصدقائي الجميلين الخاسرين.. هل أواسيكم إن قلت إنّ المبدع غنيّ باستغنائه، ثري بخساراته؟ لذا قال هنري ميشو ساخراً من فداحة ما أضاع: «ألقِ أوراقك.. أقل لك.. أنت لن تربح إلاّ في الخسارة!».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق