الصفحات

الجمعة، 21 نوفمبر 2014

بحث فلسفة التربية الوجودية وتطبيقاتها التربوية pdf

تعني الوجودية أن الوجود يسبق الماهية أي أن الوجود الإنساني قد سبق المعرفة. وتؤكد الوجودية على المظهر الروحي في الإنسان وهو الوعي أو الإدراك الشعوري وبالوعي تتحقق الذات وهي لا تهمل الجسم فالإنسان يجازف في الحياة من أجل خلق نفسه ومن أجل مسئوليته الخاصة, وفي هذه الحالة لا بد من استعمال جسمه لكي يتمكن من هذه المواجهة, والجسم صلة الوصل بين الذات المفكرة والعالم الخارجي فالذات تفتح على العالم الخارجي من خلال الجسد وهو ما يسمى بالوجود في العالم.(اليماني,ص102)
ويعتبر سورين كيركجارد (1813-1858م) واضع حجر الزاوية للتيار الوجودي المعاصر,وقد كان من اشد الناس كرها لما يسمى بالتصنيف الفلسفي, وكان يؤثر أن يعبر عن أفكاره في روايات وقصص ثم يترك للقارئ مهمة اكتشاف فلسفته الوجودية.
إن للفلسفة الوجودية علاقة وثيقة في ميدان التربية فليس غريبا أن يكون للوجودية نتائج بالنسبة للعملية التربوية ,ذلك إن كلمة يربي تعني في اصلها الاشتقاقي يظهر أو يخرج ,أي أن التربية بأوسع معانيها هي العمل على إظهار إمكانات الفرد ,وكلمة الوجود البشري تعني الخروج أو الانطلاق نحو إمكانات المرء,فالتربية لا تعني اقل من أن نترك المرء "يوجد" ,أي يخرج عن حالته الراهنة ويعلو عليها إلى المجال الوجودي الذي يصبح فيه ما هو,أي شخصا فريدا.(ناصر,ص318)
    الإنسان في نظر الوجودية هو مجموع أفعاله وتصرفاته وهو مسؤول مسؤولية كاملة لأنه حر يستطيع أن يختار تصرفات أخرى , والخير والشر في الطبيعة الإنسانية يقاس بمدى سلوك الإنسان وقدرته على مواجهة المواقف الحياتية ومدى نجاحه أو إخفاقه فيها, فالإنسان مواقف فبقدر نجاحه فيها يحقق ذاته أي بقدر ما يكون خيراً والعكس صحيح.
اهداف التربية:
إن الهدف التربوي في نظر الوجودية هو تحقيق بناء الشخصية الواعية الحرة المسؤولة الملتزمة التي تحقق ذاتها من خلال مواقف الحياة التي يمر بها الإنسان والتي يعيشها ويعانيها.(اليماني.ص104)

التطبيقات التربوية للفلسفة الوجودية

المنهاج:
 المنهج الدراسي في نظر الوجودية هو الركيزة الأساسية التي عن طريقها يتحقق الهدف, وهذا المنهج يعالج المشكلات التي تتبناها هذه الفلسفة مثل العزلة والفردية والمعرفة وطبيعة المواد الدراسية وقضية القيم والمعرفة , ومن الموضوعات التي يحتويها المنهج الدراسي المواد التي ترتبط بالعالم الخارجي الذي هو مجال الحرية والممارسة والاختيار ففي طريق هذه المواد يستطيع الطالب أن يعرف العالم الخارجي لكي يحقق ذاته.(اليماني,ص109)
طريقة التدريس:
 طريقة التدريس التي تعتمدها الوجودية هي طريقة الحوار , الطريقة السقراطية التي تمكن الطالب من تحقيق ذاته, ففي طريق الحوار يستثير المعلم التلاميذ ويدفعهم إلى البحث ومراجعة المعارف السابقة والمفاهيم الشائعة لكي يجد الطالب نفسه أمام المواقف.
المعلم:
وظيفة المعلم هي أن يثير ميل المتعلم وذكاءه ومشاعره , أي أن يساعد الطالب في مرحلته نحو تحقيق الذات , والمعلم بفضل قوة التزامه بالحرية والفردية يستطيع أن يؤكد حماسه لدى الطلبة تجاه المثل العليا لهذه الفلسفة.(جعنيني,ص242)
المتعلم:
تؤكد الفلسفة الوجودية للتربية على الحرية الحقيقية للتلميذ والتأكيد على أصالته, وان الهدف الأساسي الذي يجب أن يضعه التلميذ أمام نفسه هو أن التفكير الذاتي ضروري لأنه تحقيق لذاته , وترى أن يكون للتلميذ دور أساسي في اختيار الخبرات التعليمية ومكان التعلم وزمانه وطريقته وان يتحمل حرية الاختيار هذه,وتركز هذه الفلسفة على العلاقة بين المعلم والمتعلم بحيث لا يتولد بينهما صراع يقف عائقا أمام التلميذ .(ناصر,ص321)
الانتقادات التي وجهت إلى الفلسفة الوجودية:
1.     إذا كانت الوجودية قد شغلت نفسها بقضية الموت وقضية التناقض الداخلي فإنها لن تحل القضيتين ولن تصل إلى علاج ناجح للمشكلتين وقد أثر هذا في التربية الوجودية تأثيراً بالغاً, إذ إنها ما زالت تتأرجح بين القبول والرفض من الفلاسفة والمفكرين الوجوديين. والإنسان في الوجودية لا تعريف له يعيش الضياع والقلق والألم.
2.     إن الوجودية اتجهت وجهة فردية بحتة وأهملت الجانب الاجتماعي فحصرت اهتمامها فقط بالإنسان وفي وجوده المفرد.
3.               إنها فلسفة تشاؤمية ولهذا فهي تعارض تقدم البشرية ومستقبل الإنسان لديها مظلم.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق