موضوع الشعور واللاشعور كامل

0
يضطر الانسان فى عملية احتكاكه بالبيئة الخارجية وتصادمه مع واقع الحياة إلى كبت الكثير من رغباته ودوافعه. ويقصد فرويد بالكبت: هذه المقاومة التى يبذلها الجهاز النفسي عند الانسان ضد الرغبات والنزعات التى لا يستطيع أن يشبعها، أو الدوافع التي لا يستطيع أن يحققها. وهذه الأشياء المكبوتة لا تضيع ولا تنتهي وإنما تنتقل إلى منطقة أخرى من مناطق الحياة النفسية عند الانسان هي المنطقة التي أطلق عليها اسم اللاشعور.
ويمكن تقسيم الحياة النفسية عند الانسان أو النظر إليها من خلال ثلاث مناطق أو مستويات:
1
·   الشعور:
الذى يشتمل على الحالات العقلية التى ندركها ونشعر بها فى اللحظة الراهنة أو الوقت الحالي.
2
·   تحت الشعور:
وهو يشتمل على كل الأشياء التى تمثل خبرات الانسان الماضية المختلفة غير الموجودة في اللحظة الراهنة، ولكنه يستطيع استعادتها في أي وقت.
3
·   اللاشعور:
ويشتمل على الحالات العقلية التي لا يمكن استرجاعها إلا بطرق خاصة. وهو المنطقة التي تنتقل إليها رغبات الانسان المكبوتة وذكرياته المؤلمة.

مصدر اللاشعور

·         نتيجة عمليات المنع والتوجيه والتقويم للطفل، يضطر ارضاء لوالديه وللكبار عموماً، أو خوفاً منهم، إلى التخلص من الدوافع والرغبات المحببة إلى نفسه ( ولا يمكن ارضاؤها)، ولا يجد وسيلة إلى ذلك غير إبعادها من محيط حياته الشعورية، حتى لا يحس بألم إبعادها، فيلجأ إلى إزاحتها بعيدا إلى اللاشعور. أو بمعنى آخر يلجأ الطفل آخر الأمر إلى عملية الكبت.

·         والكبت عملية لا تقتصر على أيام الطفولة. فطابع حياتنا اليومية ـ نحن الكبار ـ يستدعى هذه العملية، وإلا ما استطاع الانسان أن يعيش فى دوامة المشاكل التي تعترضه، والرغبات التي يريد أن يحققها، والشهوات التي يريد أن يشبعها.

حيل اللاشعور
لا يستطيع اللاشعور أن يعبر عن نفسه تعبيراً صريحاً، ولا يستطيع أن يعبر عن مكنوناته أو يسفر عن رغباته بطريقة طبيعية لذلك يلجأ لحيل منها:
1
·   التعويض:
بعض علماء النفس مثل (أدلر) الذى بنى سيكولوجيته على أساس أن أهم ما في الحياة العقلية هو الشعور بالنقص والعمل الدائب على تعويضه، يرى أدلر أن الفرد يتبع احدى طرق ثلاثة لمواجهة الشعور بالنقص:
أ
·         أن يحاول التعويض عن النواحي التي يشعر بالنقص بالنسبة لها، وينجح فى ذلك بما يجعله يرضى عن نفسه، وبما يظهره أمام الناس بالمظهر الذى يعوض ما فقده.
ب
·         أن يفشل الفرد فى القيام بتعويض ناجح فيلجأ إلى عملية تعويض تخرج عن الحدود المألوفة أو المقبولة من المجتمع (مثل الخروج عن النظام في الفصل أو المدرسة
ج
·         أن يفشل الفرد في التعويض، وينتج عن ذلك تغير الحالة برمتها إلى صورة أخرى من صور الانحراف النفسي كتكون مرض عصابي يخلص الفرد من عملية الكفاح ويعفيه من اللوم.
2
·    الاعلاء:
وهو تغيير مجرى الرغبة من الطريق أو الشكل الذي لا يرضى عنه المجتمع ويستبعده الفرد إلى طريق آخر أو شكل آخر يرضى عنه الجميع (مثل التعبير عن الدافع الجنسي بنشاط غير مباشر، ككتابة الشعر العاطفي.
3
·    الابدال:
عندما يسد الطريق أما الشاب مثلاً لإرضاء دوافعه الجنسية، ولا يجد مجالاً للتعبير عنها بطريقة ترضي الناس والجماعة، فقد يلجأ إلى هذه الوسيلة ـ أعني الإبدال ـ فيأخذ الدافع هنا شكل اهتمامات وتصرفات غير سوية (مثل الاهتمام بحفظ النكات البذيئة وسردها، أو ملاحقة الفتيات ببعض الكلمات الجارحة).
4
·    التبرير:
ويأتي غالباً نتيجة صراع بين ما يريده الفرد بالفعل وبين ما يمكنه أن يحققه وأن يصل اليه، (مثل الطالب الذي يرسب فى الامتحان، فلا يعترف في الغالب بأنه هو السبب، بل غالباً ما يبرر رسوبه، بصعوبة الأسئلة أو خروجها عن المقرر
5
·   الهروب من الواقع:
يلجأ إليه الفرد عندما يعجز عن تحقيق دوافعه عن الطريق الطبيعيي وهو ما يطلق عليه (أحلام اليقظة). وعلينا معرفة أن أحلام اليقظة ليست كلها نشاطات نفسية غير طبيعية أو غير عادية، بل إن حياة الانسان ـ والمبدع على الأخص ـ تتطلبها، ولكن في حدود معقولة.
6
·   الاسقاط:
ترمي إلى إلقاء الأفكار من الذات ونسبتها إلى موضوع آخر فى العالم الخارجي. بمعنى أته يخلع رغباته ومخاوفه المكبوتة على أبطال الحكايات مثلاً. وهذا هو السبب أننا عندما نشاهد الأفلام، فإننا غالباً ما نسقط أنفسنا في أحد أدوار الفيلم.
7
·   التقمص:
عملية تشبه الاسقاط إلا أنها تأخذ اتجاها مغايراً. فيأخذ الشخص لنفسه خصائص فرد آخر ويلبسها لنفسه.
8
·   النكوص:
عندما تضطرب الأمور وعندما نتعرض لمشاكل ومسؤوليات أكبر من الاستطاعة، يحن الشخص لا شعورياً للعودة إلى المراحل المبكرة من حياته والتي كان فيها غير مكلف ولا كان يشعر بمثل هذه المسؤوليات، (وأوضح أمثلة ذلك نكوص الطفل الذي تعلم التحكم في وظائف الاخراج إلى مرحلة نمو سابقة إذا تعرض في المدرسة أو البيت للتهديد الذي لا يملك مقاومته).
وفى النهاية نقول، إن هذه الديناميات النفسية تفيدنا في تفسير السلوكيات التي تعرض لنا شخصياً ولأبنائنا ولكل من نقوم على رعايتهم وهي المفتاح ـ غالباً ـ لمعرفة الحل الصحيح لكثير من مشكلات السلوك.


لا يوجد تعليقات

أضف تعليق

إحصائيات المدونة

  • عدد المواضيع :

  • عدد التعليقات :

  • عدد المشاهدات :

أرشيف المدونة الإلكترونية

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

التسميات

فنون

تابعنا علي الفيس بوك

سينما

شائع هذا الأسبوع